[ ص: 449 ] باب إرسال رسول الله صلى الله عليه وسلم حذيفة بن اليمان رضي الله عنه إلى عسكر المشركين وما ظهر له في ذلك من آثار النبوة بوقوفه ليلتئذ على ما أرسل على المشركين من الريح والجنود، وتصديق الله سبحانه قول نبيه صلى الله عليه وسلم فيما وعد حذيفة من حفظ الله إياه عن الأسر والبرد
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أحمد بن محمد بن عبدوس، حدثنا ، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي ، حدثنا عثمان بن أبي شيبة جرير ، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، قال: فقال رجل: لو أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلت معه وأبليت، فقال له حذيفة: أنت كنت تفعل ذلك؟ لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب في ليلة ذات ريح شديدة وقر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا رجل يأتي بخبر القوم يكون معي يوم القيامة؟" فسكتنا فلم يجبه منا أحد، ثم الثانية، ثم الثالثة مثله، ثم قال: "يا حذيفة، قم فأتنا بخبر القوم" ، فلم أجد بدا إذ دعاني باسمي أن أقوم، فقال: "اذهب فأتني بخبر القوم، ولا تذعرهم علي" ، قال: فمضيت [ ص: 450 ] كأنما أمشي في حمام حتى أتيتهم، فإذا أبو سفيان يصلي ظهره بالنار، فوضعت سهمي في كبد قوسي، وأردت أن أرميه، ثم ذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تذعرهم علي" ، ولو رميته لأصبته، قال: فرجعت كأنما أمشي في مثل الحمام، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أصابني البرد حين فرغت وقررت، فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم فألبسني رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضل عباءة كانت عليه يصلي فيها، فلم أزل نائما حتى الصبح، فلما أن أصبحت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قم يا نومان" حذيفة بن اليمان كنا عند رواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم، عن جرير .