أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، قال: حدثنا ابن إسحاق، ابن لمحمد بن مسلمة الأنصاري، عن من أدرك من أهله، وحدثنيه مكنف، قالا: خيبر في حصنهم الوطيح والسلالم حتى إذا أيقنوا بالهلكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسيرهم ويحقن دماءهم، ففعل وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حاز الأموال كلها: الشق والنطاة والكتيبة، وجمع حصونهم إلا ما كان في ذينك الحصنين، فدك، قد صنعوا ما صنعوا بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه أن يسيرهم ويحقن دماءهم ويخلون بينه وبين الأموال، ففعل فكان ممن مشى بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبينهم في ذلك فلما سمع بهم أهل محيصة بن مسعود أحد بني حارثة فلما نزل أهل خيبر على ذلك سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعاملهم الأموال على النصف، وقالوا: نحن أعلم بها منكم وأعمر لها، فصالحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على النصف، على أنا إذا شئنا أن نخرجكم أخرجناكم.
وصالحه أهل فدك على مثل ذلك فكانت أموال خيبر فيئا بين المسلمين وكانت فدك خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم لم يجلبوا عليها بخيل ولا ركاب. حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل