[ ص: 254 ] باب ما روي في تبوك وسبب رجوعه إن صح الخبر فيه سبب خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال: حدثنا ، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، قال: أخبرنا أحمد بن عبد الجبار عن يونس بن بكير، عن عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، " عبد الرحمن بن غنم أن اليهود أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقالوا: يا أبا القاسم إن كنت صادقا أنك نبي فالحق بالشام، فإن الشام أرض المحشر، وأرض الأنبياء، فصدق ما قالوا فغزا غزوة تبوك لا يريد إلا الشام، فلما بلغ تبوك أنزل الله عز وجل آيات من سورة بني إسرائيل بعد ما ختمت السورة: " وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها وإذا لا يلبثون خلافك إلا قليلا إلى قوله تحويلا فأمره الله عز وجل بالرجوع إلى المدينة ، وقال: فيها محياك ومماتك، ومنها تبعث، ثم قال: أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل إلى قوله: مقاما محمودا ، [ ص: 255 ] فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره جبريل عليه السلام، فقال: سل ربك عز وجل فإن لكل نبي مسألة، وكان جبريل له ناصحا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم له مطيعا، فقال: "ما تأمرني أن أسأل؟" فقال: وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا .
فهؤلاء الآيات نزلن عليه في رجعته من تبوك .