قال هشام: وكان وباؤها معروفا في الجاهلية، وكان إذا كان الوادي وبيئا فأشرف عليه إنسان قيل له: انهق كنهيق الحمار، فإذا فعل ذلك لم يضره وباء ذلك الوادي، وقد قال الشاعر حين أشرف على المدينة:
لعمري لئن عشرت من خيفة الردى نهيق الحمار إنني لجزوع
قالت عائشة: فاشتكى أبو بكر وبلال.وذكر الحديث بنحو حديث أبي أسامة إلا أنه قال: فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بأصحابه دعا الله فذكره , وقال فيه: "وبارك لنا في صاعها ومدها" [ ص: 568 ] وأخبرنا أبو الحسن المقرئ قال: أخبرنا الحسن بن محمد بن إسحاق، قال: حدثنا يوسف بن يعقوب، قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا حماد بن زيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهي وبئة، فذكر الحديث، وقال: قال هشام: فكان المولود يولد بالجحفة فلا يبلغ الحلم حتى تصرعه الحمى".


