أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: أخبرنا قال: أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، قال: أخبرنا أحمد بن عبد الجبار ، عن يونس بن بكير قال: حدثني ابن إسحاق، ، عبد الله بن أبي بكر بن حزم وصالح بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، قالا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فرغ من بدر بشيرين إلى أهل المدينة، فبعث إلى زيد بن حارثة أهل السافلة، وبعث إلى عبد الله بن رواحة أهل العالية، يبشرونهم بفتح الله عز وجل على نبيه، فوافق ابنه زيد بن حارثة أسامة بن زيد حين سوي على فقيل له: ذاك أبوك قد قدم، قال رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، أسامة: فجئته وهو واقف للناس يقول: قتل عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبو جهل بن هشام، ونبيه ومنبه، وأمية بن خلف، فهو ينعي جلة قريش، فقلت: يا أبه، أحق هذا؟ فقال: نعم والله يا بني، ونعاهم عبد الله [ ص: 188 ] بن رواحة لأهل العالية، فلما بلغ ذلك كعب بن الأشرف قال: ويلكم أحق هذا؟ هؤلاء ملوك العرب وسادات الناس، ما أصاب ملك مثل هؤلاء قط.
ثم خرج كعب إلى مكة، فنزل على عاتكة بنت أسيد بن أبي العيص، وكانت عند المطلب بن أبي وداعة ، فقال: فجعل يبكي على قتلى قريش، ويحرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم،
طحنت رحا بدر لمهلك أهلها ولمثل بدر تستهل وتدمع قتلت سراة الناس حول حياضهم
لا تبعدوا إن الملوك تصرع كم قد أصيب بها من ابيض ماجد
ذي بهجة تأوي إليه الضيع طلق اليدين إذا الكواكب أخلفت
حمال أثقال يسود ويربع ويقول أقوام أذل بسخطهم
إن ابن الأشرف ظل كعبا يجزع
صدقوا فليت الأرض ساعة قتلوا ظلت تسوخ بأهلها وتصدع
صار الذي أثر الحديث بطعنة أو عاش أعمى مرعشا لا يسمع
نبئت أن الحارث بن هشامهم في الناس يبني الصالحات ويجمع
ليزور يثرب بالجموع وإنما يحمي على الحسب الكريم الأروع
نبئت أن بني كنانة كلهم خشعوا لقتل أبي الوليد وجدعوا
بكت عين من تبكي لبدر وأهله وعلت بمثليها لؤي بن غالب
بكت عين كعب ثم عل بعبرة منه وعاش مجدعا لا يسمع
ولقد رأيت ببطن بدر منهم قتلى تسح لها العيون وتدمع
أراحل أنت لم تحلل بمنقبة وتارك أنت أم الفضل بالحرم