ذكر بيع الرقيق الذين لم يسلموا من أهل الشرك
واختلفوا في فقالت طائفة: لا بأس ببيعهم منهم هذا قول بيع السبي الرجال والنساء من أهل الحرب منهم، في الرجال والنساء يباعون منهم، وكذلك الصبيان إذا كانوا مع آبائهم، وقال الشافعي : [ ص: 217 ] لا بأس ببيعهم من أهل الذمة، وبه قال مالك وكما قال الثوري، قال الشافعي، . أبو ثور
وقال : كان المسلمون لا يرون ببيع السبي منهم بأسا، وكانوا يكرهون بيع الرجال إلا أن يفادى بهم أسارى المسلمين . الأوزاعي
وقال في رقيق العجم: إن شاء المسلم باعهم من أهل دينهم، لا يبيعهم من أهل الحرب. وقال الثوري : لا يباعون صغارا كانوا أو كبارا من اليهود والنصارى، وكذلك قال إسحاق . أحمد بن حنبل
وقال النعمان : إذا كان السبي رجالا أو نساءا، فأخرجوا إلى دار الإسلام، فإني أكره أن يبايعوا من أهل الحرب، فيتقوى أهل الحرب بهم، وقال يعقوب: لا ينبغي أن يباع منهم رجل، ولا صبي، ولا امرأة; لأنهم قد خرجوا إلى دار الإسلام، وأكره أن يردوا إلى دار الحرب .
وكان يقول: الذي قال الشافعي أبو يوسف من هذا خلاف (أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم) [في] أسارى يوم بدر، فقتل منهم وأخذ الفدية من بعضهم، ومن على بعضهم، ثم أسر بعدهم بدهر ثمامة بن أثال قال: فمن رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه وهو مشرك، ثم أسلم بعد، ومن على غير واحد من رجال المشركين، ووهب الزبير بن باطا لثابت بن قيس بن [ ص: 218 ] شماس; ليمن عليه، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم سبي بني قريظة، فيهم النساء والولدان فبعث بثلث إلى نجد، وثلث إلى تهامة، وثلث قبل الشام، فبيعوا في كل موضع من المشركين، وفدى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا برجلين .
6203 - أخبرنا الربيع، قال: أخبرنا قال: أخبرنا الشافعي، سفيان بن عيينة، عن وعبد الوهاب، أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فدى رجلا برجلين .
وكان يقول: أما الصبيان إذا صاروا إلينا ليس مع أحد منهم واحد من والديه، فلا نبيعهم منهم، ولا نفادى بهم; لأن حكمهم حكم آبائهم ما كانوا معهم، فإذا تحولوا إلينا، ولا والد مع أحد منهم، فإن حكمه حكم مالكه . الشافعي
وقال وقد روينا عن أبو بكر: أنه قال: رد إليهم صغيرا بمسلم فيرده الله علينا كبيرا فنضرب عنقه، قال الراوي: ذلك عن عمر بن عبد العزيز عمر، فأسر الغلام في ولاية هشام بن عبد الملك فضرب عنقه .
وقال أصحاب الرأي: لا بأس بأن يباع السبي إذا كانوا رجالا ونساء من أهل الذمة، ومن المسلمين، ولا يباعون من أهل الحرب . [ ص: 219 ]