ذكر اختلاف أهل العلم في مقام المتوفى عنها زوجها في مسكنها حتى تنقضي عدتها
ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه قال للفريعة بنت مالك: وبهذا نقول . "اسكني في بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله".
وقد اختلف أهل العلم في ذلك .
فقالت طائفة: عليها أن تبيت في منزلها حتى تنقضي عدتها .
فإن رضي الله عنه رد نساء متوفى عنهن أزواجهن من ذي الحليفة حاجات، أو معتمرات . [ ص: 506 ] عمر بن الخطاب
وروي عن رضي الله عنه: أنه رد ابنة له توفي عنها زوجها أن ترجع إلى بيت زوجها . عثمان بن عفان
وأن رضي الله عنه: أمر نسوة توفي عنهن أزواجهن إذا كان الليل أن ترجع كل امرأة إلى بيتها . ابن مسعود
وكان يقول: ابن عمر . لا تخرج المتوفى عنها زوجها من بيت زوجها حتى تنقضي عدتها
روي عن أنها قالت لامرأة توفي عنها زوجها: كوني أحد طرفي الليل في بيتك . أم سلمة
وكان يقول في المتوفى عنها زوجها: تزور [و] تقيم إلى قدر ما يهدي الناس ثم تنقلب إلى بيتها. وهو قول مالك بن أنس الليث بن سعد، وسفيان الثوري، والشافعي، وأحمد قال: تكون أكثر الليل في بيتها . [ ص: 507 ]
وقال النعمان : لا تخرج ليلا، ولا نهارا - يعني المطلقة - والمتوفى عنها زوجها تخرج ولا تبيت عن بيتها .
وقال محمد بن الحسن: لا ينبغي للمطلقة ثلاثا أو واحدة بائنة، أو واحدة تملك الرجعة أن تخرج من منزلها ليلا أو نهارا حتى تنقضي العدة، وقال: المتوفى عنها، والمطلقة لا تخرجان في العدة .
وقالت طائفة: المتوفى عنها زوجها تعتد حيث شاءت. روي هذا القول عن رضي الله عنه، علي بن أبي طالب وابن عباس، وجابر بن عبد الله، وبه قال وعائشة، عطاء، وجابر بن زيد، . واحتج بعضهم بخبر . والحسن البصري
7780 - أخبرناه أخبرنا الربيع بن سليمان، أخبرنا الشافعي، عن عبد المجيد، أخبرنا ابن جريج، عن أبو الزبير، جابر قال: . طلقت خالتي فأرادت أن تجد نخلها، فزجرها رجل أن تخرج، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "بلى فجدي نخلك فلعلك تصدقي وتفعلي معروفا"
وقال : نخل الأنصار قريب من منازلهن، والجداد إنما يكون نهارا . الشافعي
قال نخل الأنصار كما ذكر أبو بكر: رضي الله عنه، وليس في الحديث أنه أذن لها أن تبيت عن بيتها، ولا أنها باتت، وليس يكره الشافعي . [ ص: 508 ] للمعتدة الخروج بالنهار في حوائجها إذا رجعت بالليل إلى منزلها
وكان أبو عبيد يقول: في بعض الحديث النهي عن حصاد الليل وجداده. وفي قوله صلى الله عليه وسلم: . "فلعلك تصدقي، وتفعلي معروفا"
لما يحضرها من المساكين عند الجداد بالنهار، وأنهم لا يفعلون ذلك ليلا .