ذكر القسم بالله
اختلف أهل العلم في الرجل يقول: أقسمت بالله أو أقسمت، ولم يقل: بالله، فروينا عن ابن عمر وابن عباس أنهما قالا: القسم يمين.
8887 - حدثنا موسى بن هارون ، قال: حدثنا محمد بن الصباح ، قال: حدثنا سفيان، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر ، أنه قال: القسم يمين.
8888 - وقال إسحاق بن راهويه : أخبرنا يحيى بن آدم قال: حدثنا شريك ، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث ، عن ابن عباس قال: القسم يمين.
8889 - وحدثنا علي، عن أبي عبيد قال: حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو، وعن ابن عباس ، أنه كان يقرأ: (للذين يقسمون من نسائهم) . [ ص: 108 ]
وممن قال بأن القسم يمين: إبراهيم النخعي ، وسفيان الثوري ، وأصحاب الرأي، وفي قول الثوري، وأصحاب الرأي: أقسمت بالله، وأقسمت يمين.
وقال عبيد الله بن الحسن : إذا قال: أقسمت، فهي يمين.
وقالت طائفة: إذا قال: أقسمت، ولم يقل: بالله، فلا يمين عليه، كذلك قال عطاء ، والحسن البصري ، وقتادة ، والزهري ، وأبو عبيد.
وذكر أبو عبيد حجة من جعل قوله: أقسمت، يمينا، قال الله - عز وجل - ( إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ) يقول: أفلا ترى أن اليمين قد لزمتهم من غير أن يذكروا الله في قسمهم؟!
واحتج أبو عبيد بخبر ابن عباس في قصة أبي بكر قال: أقسمت عليك يا رسول الله لتخبرني، قال: أفلا ترى أن رسول الله لم يأمره بالكفارة.
قال أبو بكر : وقد عارض أبا عبيد بعض أصحابنا.
8890 - فروي عن يحيى بن نصر، عن ابن وهب ، عن يونس، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس في قصة الرؤيا قال فقال أبو بكر : فوالله يا رسول الله لتخبرني بالذي أخطأت، قال: "لا تقسم".
وقالت طائفة: إن أراد الرجل بقوله: أقسمت، أي: بالله، فهي يمين، وإلا فلا شيء عليه. [ ص: 109 ]
كذلك قال مالك، والشافعي ، وأحمد، وإسحاق ، وقال أبو ثور : إذا أقسم بالله وأراد يمينا فهي يمين.
قال أبو بكر : كما قال مالك والشافعي أقول.


