ذكر صفة القعود على الخلاء والنهي عن الحديث عليه
روينا عن سراقة بن مالك أنه قال: علمنا النبي صلى الله عليه وسلم كذا وكذا، فقال رجل كالمستهزئ: أما علمكم كيف تخرؤون؟ فقال: بلى، والذي بعثه بالحق، لقد أمرنا أن نتوكأ على اليسرى، وأن ننصب اليمنى.
[ ص: 461 ] وروينا عن لقمان أنه قال لمولاه: إن طول القعود على الخلاء تنجع منه الكبد، ويأخذ منه الناسور، فاقعد هوينا واخرج.
289 - حدثنا محمد بن إسحاق، نا أبو موسى، نا نا عبد الرحمن بن مهدي، عن عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، (هلال بن عياض) ، حدثني قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أبو سعيد الخدري، "لا يخرج الرجلان يريدان الغائط كاشفان عن عورتهما يتحدثان، فإن الله يمقت على ذلك" .
النهي عن ذكر الله - عز وجل - على الخلاء
اختلف أهل العلم في ذكر الله تعالى عند الجماع وعند الغائط، فكرهت طائفة ذكر الله - عز وجل - في هذين الموطنين. روينا عن أنه قال: " يكره أن يذكر الله على حالتين: الرجل على خلائه، والرجل يواقع امرأته؛ لأنه ذو الجلال والإكرام يجل على ذلك ". ابن عباس
[ ص: 462 ]
290 - حدثونا عن أنا يحيى بن يحيى، جرير، عن قابوس، عن أبي ظبيان، عن فذكره. ابن عباس،
291 - حدثنا أبو سعيد، نا سويد، أنا عبد الله، عن عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، أبيه، عن أن عبد الله بن سلام، موسى قال: يا رب، ما الشكر الذي ينبغي لك؟ قال: "لا يزال لسانك رطبا من ذكري"، قال: يا رب، إن في المواطن مواطن أجلك أن أذكرك فيها. قال: "ما هي؟" قال: إذا كنت جنبا، أو جئت من الغائط ولم أتوضأ، وأهرقت الماء. قال: "بلى" . قال: كيف أقول؟ قال: تقول: "سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت، قني الأذى.
وممن كره ذكر الله في [ هذين ] الموطنين: معبد الجهني، وقال وعطاء بن أبي رباح، مجاهد: يجتنب الملك الإنسان عند غائطه، وعند جماعه، وقال عكرمة: ولكن بقلبه. لا يذكر الله وهو على الخلاء بلسانه،
[ ص: 463 ] ورخصت طائفة في ذكر الله على كل حال، روينا عن كعب، أنه قال: " قال موسى: إنا نكون على حال من الحال، أجلك أن أذكرك: الغائط والجنابة، قال: اذكرني على كل حال ".
وقال لا بأس بذكر الله في الخلاء، وسئل النخعي: عن الرجل يعطس في الخلاء؟ قال: لا أعلم بأسا. ابن سيرين
قال الوقوف عن ذكر الله في هذه المواطن أحب إلى تعظيما لله، والأخبار دالة على ذلك، ولا أوثم من ذكر الله في هذه الأحوال. أبو بكر:
292 - حدثنا نا علي بن الحسن، إسحاق بن إبراهيم، أنا حدثني معاذ بن هشام صاحب الدستوائي، أبي، عن عن قتادة، الحسن، عن حضين بن المنذر، عن المهاجر بن قنفذ، أنه سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبول، فلم يرد عليه [ حتى توضأ ] ، فلما توضأ رد عليه.
قال أبو بكر: وقد ذكرت باقي الأخبار في الكتاب الذي اختصرت منه هذا الكتاب.
[ ص: 464 ]