1478 - أخبرنا ابن عبد القاهر، أنا أنا عبد الغافر بن محمد، أنا محمد بن عيسى، نا إبراهيم بن محمد بن سفيان، نا مسلم بن الحجاج، نا هارون بن عبد الله، قال: قال حجاج بن الشاعر، : أخبرني ابن جريج أنه سمع أبو الزبير، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: جابر بن عبد الله، "إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه".
هذا حديث صحيح.
قال رحمه الله: المراد من هذا التحسين هو البياض والنظافة، لا كونه مرتفعا ثمينا، فقد روي عن علي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، [ ص: 316 ] يقول: "لا تغالوا في الكفن، فإنه يسلب سلبا سريعا".
وروي عن رضي الله عنه، أنه قال: "خذوا هذا الثوب، لثوب عليه قد أصابه مشق أو زعفران، فاغسلوه وكفنوني فيه، وفي ثوبين آخرين، الحي أحوج إلى الجديد من الميت، إنما هو للمهلة". أبي بكر
قال المهل: الصديد والقيح، وروي بلا هاء، وبالهاء صحيح فصيح، وبعضهم يكسر الميم، فيقول للمهلة. أبو عبيد:
قال : أحب إلي أن يكفن في ثيابه التي كان يصلي فيها. عبد الله بن المبارك
وروي عن أنه لما حضره الموت دعا بثياب جدد، فلبسها، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: أبي سعيد الخدري "الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها".
فأبو سعيد حمل الحديث على ظاهره، وتأول بعض أهل العلم الحديث على غير ذلك، وقال: معنى الثياب: العمل، يريد أنه يبعث [ ص: 317 ] على ما مات عليه من عمل صالح، أو عمل سيئ، ولم يرد به الثوب نفسه، بدليل الحديث الصحيح والعرب تقول: فلان طاهر الثياب إذا وصفوه بطهارة النفس، والبراءة من العيوب، وفلان دنس الثياب: إذا كان بخلاف ذلك، وقيل في قوله سبحانه وتعالى: ( "يحشر الناس حفاة عراة"، وثيابك فطهر ) أي: عملك فأصلح.
ويستحب قالت أسماء بنت أبي بكر لأهلها: "أجمروا ثيابي إذا مت، ثم حنطوني، ولا تذروا على كفني حنوطا، ولا تتبعوني بنار". تجمير الكفن،
وروي عن أيضا، أنه نهى، "أن يتبع بنار بعد موته". أبي هريرة
واختلفوا في فكرهه بعض أهل العلم، أوصى عمر في غسله أن لا يقربوه مسكا، واستحبه بعضهم، وهو قول المسك للميت، أحمد وإسحاق، لما روي عن أبي سعيد، أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن المسك، [ ص: 318 ] فقال: "هو أطيب الطيب".
وعن قال: أبي وائل، علي مسك، فأوصى أن يحنط به، وقال: هو فضل حنوط رسول الله صلى الله عليه وسلم. كان عند
وعن حميد، قال: لما توفي جعل في حنوطه مسك فيه من عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم. [ ص: 319 ] . أنس