باب الصبر عند الصدمة الأولى وثواب الصابرين.
قال الله سبحانه وتعالى: ( وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة ) .
قال عمر: نعم العدلان، ونعم العلاوة.
وقال الله سبحانه وتعالى: ( ومن يؤمن بالله يهد قلبه ) ، قال علقمة عن : هو الذي أصابته مصيبة، فرضي وعرف أنها من الله. عبد الله
1539 - أخبرنا أبو الحسن الشيرزي ، أنا أبو الحسن أحمد بن [ ص: 447 ] محمد بن أبي إسحاق الحجاجي، نا أبو العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي، نا أبو بكر محمد بن معاذ بن يوسف، أنا عمار بن عبد الجبار، أنا ، حدثني شعبة عن ثابت البناني، ، قال: أنس بن مالك مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة عند قبر وهي تبكي، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتقي الله واصبري"، فقالت: إليك عني، فإنك لم تصب بمصيبتي، ولم تعرفه، قال: فقيل لها: إنه النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فأخذها مثل الموت، قال: فأتت باب النبي صلى الله عليه وسلم، فلم تجد عنده بوابين، فقالت: يا رسول الله لم أعرفك، فقال صلى الله عليه وسلم: "الصبر عند الصدمة الأولى".
هذا حديث متفق على صحته، أخرجه عن محمد، آدم، وأخرجه عن مسلم، عن محمد بن المثنى، كلاهما عن عثمان بن عمر، [ ص: 448 ] قوله: "عند الصدمة الأولى" أي: عند فورة المصيبة وحموتها، والصدم: ضرب الشيء الصلب بمثله، يريد: أن الصبر المحمود والمأجور عليه صاحبه ما كان عند مفاجأة المصيبة، لأنه إذا طالت الأيام وقع السلو طبعا، فلم يؤجر. شعبة