1590 - أخبرنا أنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا عبد الرحمن بن أبي شريح، نا أبو القاسم البغوي، أنا علي بن الجعد، عن شريك بن عبد الله، عثمان بن أبي زرعة، عن أبي ليلى الكندي، عن قال: سويد بن غفلة، أتانا مصدق النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذت بيده، وقرأت عهده: أن لا يجمع بين متفرق، ولا يفرق [ ص: 66 ] بين مجتمع خشية الصدقة، فأتاه رجل بناقة عظيمة ململمة، فأبى أن يأخذها، ثم أتاه بأخرى دونها، فأبى أن يأخذها، ثم أتاه بأخرى دونها، فأخذها، ثم قال: "أي أرض تقلني، وأي سماء تظلني، إذا أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وقد أخذت جياد إبل امرئ مسلم".
والململمة هي الناقة المستديرة سمنا.
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في إبل الصدقة ناقة كوماء، فسأل عنها، فقال المصدق: إني ارتجعتها بإبل، "فسكت".
الكوماء: مشرفة السنام، والكوم: موضع مشرف.
والارتجاع، قال هو أن يقدم الرجل المصر بإبله، فيبيعها، ثم يشتري بثمنها مثلها أو غيرها، فهي الرجعة، وكذلك هو في أبو عبيد: فتلك التي أخذ رجعة، لأنه ارتجعها من التي وجبت على ربها. [ ص: 67 ] . الصدقة إذا وجبت على رب المال سن، فأخذ مكانها سنا أخرى،