32 - كتاب الاستئذان.
باب بدء السلام.
3298 - أخبرنا أبو حامد أحمد بن عبد الله الصالحي، أنا أنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران، أبو علي نا إسماعيل بن محمد الصفار، أبو بكر أحمد بن منصور بن سيار الرمادي، نا أنا عبد الرزاق، عن معمر، عن همام بن منبه، أبي هريرة.
ح وأخبرنا أبو علي حسان بن سعيد المنيعي، أنا أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي، نا أبو بكر محمد بن الحسين القطان، حدثنا أحمد بن يوسف السلمي، أنا عبد الرزاق، عن معمر، همام بن منبه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خلق الله تعالى أبو هريرة، آدم على صورته، طوله ستون ذراعا، فلما خلقه، قال: اذهب، فسلم على أولئك النفر، وهم نفر من الملائكة جلوس، فاستمع ما يحيونك، فإنها تحيتك، وتحية ذريتك، قال: فذهب، فقال: السلام عليكم، فقالوا: وعليك ورحمة الله، فزادوه: ورحمة الله، قال: فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، طوله ستون ذراعا، فلم [ ص: 255 ] يزل الخلق ينقص حتى الآن ". نا
وفي رواية الرمادي، فقالوا: وعليك السلام ورحمة الله ".
هذا حديث متفق على صحته، أخرجه عن محمد، عبد الله بن محمد، وأخرجه عن مسلم، كلاهما عن محمد بن رافع، وقالا: فقالوا: السلام عليكم ورحمة الله، وأخرجه عبد الرزاق، عن محمد، عن يحيى بن جعفر، وقال: " فقالوا: السلام عليكم ورحمة الله ". عبد الرزاق،
قال في قوله صلى الله عليه وسلم : " خلق الله أبو سليمان الخطابي آدم على صورته " ، الهاء مرجعها إلى آدم صلى الله عليه وسلم ، فالمعنى : أن ذرية آدم خلقوا أطوارا كانوا في مبدأ الخلق نطفة ، ثم علقة ، ثم مضغة ، ثم صاروا صورا أجنة إلى أن تتم مدة الحمل ، فيولدون أطفالا ، وينشؤون صغارا إلى أن يكبروا ، فيتم طول أجسادهم ، يقول : إن آدم لم يكن خلقه على هذه الصفة ، ولكنه أول ما تناولته الخلقة ، وجد خلقا تاما طوله ستون ذراعا .
وذكر بعضهم من فوائده أن الحية لما أخرجت من الجنة ، شوهت خلقتها ، وإن آدم كان مخلوقا في الأول على صورته التي كان عليها بعد الخروج من الجنة لم تشوه صورته ، ولم تغير خلقته .
قال الإمام : فيقول المبتدئ : السلام عليكم ، هذا أقله ، وكماله أن يقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . التسليم على الأخ المسلم سنة ، والرد واجب ،
ثم المجيب في الرد إذا قال : وعليك واقتصر عليه ، [ ص: 256 ] جاز ، والأفضل لمن يقول في الجواب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
وإن كان قد اقتصر المبتدئ على قوله : سلام عليكم ، لقول الله سبحانه وتعالى : ( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ) .
وذهب بعضهم إلى أنه يقول في الجواب أيضا " السلام عليكم " حكي ذلك عن أنه كان إذا رد ، قال : سلام عليكم ، والأكثرون ذهبوا إلى أنه يقول في الجواب : وعليكم السلام ، بتقديم الخطاب ، لما روي الحسن أن رجلا دخل المسجد فصلى ، ثم جاء فسلم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وعليك السلام ، ارجع فصل فإنك لم تصل " . أبي هريرة ، عن
وعن رفاعة بن رافع في هذا الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم : " وعليك فارجع فصل " .
وعن أنه سلم على النبي صلى الله عليه وسلم ، فرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : " وعليكم السلام " ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هذا عمار بن ياسر جبريل يقرئك السلام " ، فقالت : وعليه السلام ورحمة الله . [ ص: 257 ] .
وروي عن أن رجلا سلم على يحيى بن سعيد فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والغاديات والرائحات ، فقال : وعليك ألفا ، ثم كأنه كره ذلك . عبد الله بن عمر
وروي أن رجلا سلم على فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ثم زاد شيئا ، فقال ابن عباس ، إن السلام انتهى إلى البركة . ابن عباس :