607 - أخبرنا أبو الحسن الشيرزي ، أنا ، أنا زاهر بن أحمد أنا أبو إسحاق الهاشمي، عن أبو مصعب، عن مالك، ، عن ابن أكيمة الليثي، عن ابن شهاب ، " أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف من صلاة جهر فيها بالقراءة، فقال: هل قرأ معي أحد منكم آنفا؟ فقال رجل: نعم يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني أقول: ما لي أنازع القرآن؟ قال: فانتهى الناس عن القراءة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما جهر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقراءة من الصلاة حين سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ". [ ص: 84 ] .
قال : هذا حديث حسن. أبو عيسى
وابن أكيمة: اسمه عمارة، ويقال: عمرو بن أكيمة، وروى بعض أصحاب هذا الحديث، وذكروا هذا الحرف، قال: قال الزهري : فانتهى الناس عن القراءة حين سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم. الزهري
وليس في هذا الحديث ما يدخل على من رأى القراءة خلف الإمام، لأن هو الذي روى هذا الحديث، وقد روى أبا هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أبو هريرة فقال له حامل الحديث: إني أحيانا أكون وراء الإمام؟ قال: "اقرأها في نفسك". "من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج"،
قلت: قد اختلف أهل العلم من الصحابة والتابعين، فمن بعدهم في فذهب جماعة إلى إيجابها سواء جهر الإمام، أو [ ص: 85 ] أسر، يروى ذلك عن القراءة خلف الإمام، عمر، وعثمان ، وعلي، ، ومعاذ، وأبي بن وابن عباس كعب ، وبه قال مكحول ، وهو قول ، الأوزاعي ، والشافعي ، فإن أمكنه أن يقرأ في سكتة الإمام، وإلا قرأ معه. وأبي ثور
وذهب قوم إلى أنه يقرأ فيما أسر الإمام فيه القراءة، ولا يقرأ فيما جهر، يقال: هو قول ، يروى ذلك عن عبد الله بن عمر ، عروة بن الزبير والقاسم بن محمد ، ونافع بن جبير ، وبه قال ، الزهري ومالك ، وابن المبارك، وأحمد، وإسحاق ، وهو قول للشافعي.
وذهب قوم إلى أنه لا يقرأ أحد خلف الإمام سواء أسر الإمام أو جهر، يروى ذلك عن ، زيد بن ثابت وجابر.
ويروى عن : إذا صلى أحدكم خلف الإمام فحسبه قراءة الإمام، وبه قال ابن عمر ، وأصحاب الرأي، واحتجوا بحديث [ ص: 86 ] سفيان الثوري أبي هريرة قلت: وذلك محمول عند الأكثرين على أن يجهر على الإمام بحيث ينازعه القراءة، والدليل عليه ما روي عن "ما لي أنازع القرآن"، ، " عمران بن حصين سبح اسم ربك الأعلى ) ؟ فقال رجل: أنا، فقال: علمت أن بعضكم خالجنيها أن نبي الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم الظهر، فلما انفتل قال: أيكم قرأ ( ".
والمخالجة: المجاذبة، وهي قريب من قوله: نازعنيها، وأصل الخلج: الجذب والنزع، كأنه ينزع من لسانه.