المسألة الرابعة والعشرون  
اختلفوا في تصور  ارتداد أمة  محمد   عليه السلام في عصر من الأعصار   نفيا وإثباتا ، ولا شك في تصور ذلك عقلا ، وإنما الخلاف في امتناعه سمعا ، والمختار امتناعه لقوله عليه السلام : "  أمتي لا تجتمع على ضلالة ، أمتي لا تجتمع على الخطأ     " إلى غير ذلك من الأحاديث السابقة الدالة على عصمة الأمة عن فعل الخطأ والضلال  
[1]    .  
فإن قيل : حال ارتدادهم ليس هم من أمته عليه السلام فلا تكون الأخبار متناولة لهم .  
قلنا : الأخبار دالة على أن أمة  محمد   لا يصدق عليهم الاتفاق على الخطأ ، وإذا ارتدت الأمة صدق قول القائل : إن أمة  محمد   قد اتفقت على الردة ، والردة من الخطأ ، وذلك ممتنع .  
				
						
						
