[ 2372 / 1 ] وعن الفلتان بن عاصم الجرمي رضي الله عنه قال: "كنا قعودا ننتظر النبي صلى الله عليه وسلم فجاءنا وفي وجهه الغضب حتى جلس، ثم رأينا وجهه يسفر. فقال: إنه بينت لي ليلة القدر ومسيح الضلالة، فخرجت لأبينهما لكم فلقيت بسدة المسجد رجلين يتلاحيان - أو قال: يقتتلان - معهما الشيطان، فحجبت بينهما فأنسيتهما، وسأشدو لكم منهما شدوا، أما وأما مسيح الضلالة فرجل أجلى الجبهة ممسوح العين، عريض النحر كأنه فلان بن عبد العزى - أو ليلة القدر فالتمسوها في العشر الأواخر، عبد العزى بن قطن. قال أبي: فحدثت به فقال: وما أعجبك من ذلك؟! كان ابن عباس رضي الله عنه إذا دعا الأشياخ من أصحاب عمر بن الخطاب محمد صلى الله عليه وسلم دعاني معهم. وقال: لا تتكلم حتى يتكلموا. فدعانا ذات يوم - أو ذات ليلة - فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في ليلة القدر ما قد علمتم: التمسوها في العشر الأواخر وترا. أي (الوتر ) هي؟ [ ص: 132 ] فقال رجل برأيه: تاسعة، سابعة، خامسة، ثالثة. فقال لي: ما لك لا تتكلم يا ؟ فقلت: يا أمير المؤمنين، إن شئت تكلمت. فقال: ما دعوتك إلا لتتكلم. قال: إنما أقول برأيي. قال: عن رأيك أسأل. فقلت: إني سمعت الله أكثر ذكر السبع، فذكر السموات سبعا، والأرضين سبعا حتى قال فيما قال: وما أنبتت الأرض سبعا. (فقلت) له: كل ما قد قلته عرفته غير هذا، ما تعني بقولك وما أنبتت سبعا؟ فقال: إن الله يقول: ( ابن عباس ثم شققنا الأرض شقا فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا ) فالحدائق: كل ملتف حديقة، والأب: ما أنبتت الأرض مما لا يأكله الناس. فقال أعجزتم أن تقولوا مثلما قال هذا الغلام الذي لم (يستو سواء) رأسه;! ثم قال لي: كنت نهيتك أن تتكلم معهم; فإذا دعوتك فتكلم معهم". عمر: رواه ورجاله ثقات. إسحاق بن راهويه،
[ 2372 / 2 ] وكذا ولفظه: أبو بكر بن أبي شيبة "إني رأيت ليلة القدر ثم أنسيتها، ورأيت مسيح الضلالة، ورأيت رجلين يتلاحيان فحجزت بينهما فأنسيتهما، فأما ليلة القدر فاطلبوها في العشر الأواخر، وأما مسيح الضلالة فرجل أجلى الجبهة، ممسوح العين اليسرى، عريض النحر فيه دفا، كأنه فلان بن عبد العزى - أو عبد العزى بن فلان".
[ 2372 / 3 ] وفي رواية له: "فذكرت هذا الحديث - يعني: في لابن عباس قال: ليلة القدر - وما أعجبك؟ سأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يسألني مع الأكابر منهم ويقول: لا تتكلم حتى يتكلموا. فقال: لقد علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في ليلة القدر: اطلبوها في العشر الأواخر وترا. ففي أي الوتر؟ فأكثر القوم في الوتر. قال: ما لك لا تتكلم يا عمر بن الخطاب ؟ قال: قلت: إن شئت تكلمت. قال: ما دعوتك إلا لتتكلم. قلت: رأيت الله أكثر من ذكر السبع، فذكرت السموات سبعا، والأرضين سبعا، والطواف والجمار سبعا - وذكر [ ص: 133 ] ما شاء الله - وخلق الإنسان من سبعة وجعل رزقه في سبع. فقال: كل ما ذكرت عرفته، فما خلق الإنسان من سبعة، وجعل رزقه في سبعة; قال: ( ابن عباس ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر ) . ثم قرأ: ( أنا صببنا الماء صبا ثم شققنا الأرض شقا فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وأبا ) . قال: والأب ما تنبت الأرض مما لا يأكل الناس. وما أراه إلا ليلة ثلاث وعشرين لسبع يبقين. قال رضي الله عنه: أعييتموني أن تأتوني بمثل ما جاء به هذا الغلام الذي لم تجمع شؤون رأسه؟!". عمر ورواه أبو يعلى مختصرا بسند رجاله ثقات. والبزار