15 - باب طاعة الإمام وإن كان عبدا حبشيا
[ 4178 ] قال : ثنا محمد بن يحيى بن أبي عمر عن عبد الوهاب الثقفي، عن هشام، عن محمد بن سيرين، - رضي الله عنه - أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى عليه وهو في المسجد مضطجع [ ص: 31 ] فحركه برجله، وقال: يا أبا ذر، إذا بلغ البناء سلعا فاخرج، وقال بيديه ضرب به نحو الشام، وقال: ولا أرى أمراءكم إلا سيحولون بينك وبين ذلك. قلت: يحولون بيني وبين أمرك الذي أمرتني به ؟ قال: نعم. قال أبو ذر: يا رسول الله، أفلا آخذ سيفي فأضرب به من يحول بيني وبين أمرك الذي تأمرني به ؟ قال: لا، ولكن فلما بلغ البناء سلعا وذلك في إمرة تسمع وتطيع ولو لعبد حبشي، خرج عثمان بن عفان، إلى الشام فمال إليه أهل الشام، وكتب أبو ذر معاوية إلى عثمان: إن كانت لك في الشام حاجة فأرسل إلى أبي ذر. فكتب إليه عثمان: أن أقبل. فلما قرأ الكتاب أقبل وقال: سمع وطاعة. قال: فجعل يمر في مردود (ومردود فيه فلوس فقالوا: انظروا إلى رقابكم، هذا يزهد في الدنيا وهذه الدنانير معه، فلما نظروا إلى فلوس) فارتحل بأهله حتى أتى المدينة، فأتى عثمان فسلم عليه فقال: عندي يا أبا ذر ها هنا تغدو عليك اللقاح وتروح. فقال: الدنيا لا حاجة لي فيها ائذن لي فأخرج إلى المدينة. قال: قد أذنت لك. قال: فخرج أبو ذر للصلاة، فقال: من عامل هذا الماء ؟ قالوا: هذا. فإذا هو عبد حبشي، فقال: الله أكبر، صدق الله - عز وجل - ورسوله أمرت أن أسمع وأطيع ولو لعبد حبشي فتقدم .