[ 4262 / 1 ] وقال : ثنا أبو يعقوب أبو يعلى الموصلي ثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، ثنا النضر بن شميل، عن ابن عون، عمير بن إسحاق قال: استأذن جعفر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: النجاشي، قال: فحدثني ائذن لي أن آتي أرضا أعبد الله فيها لا أخاف أحدا. فأذن له فأتى قال: فلما رأيت مكانه حسدته، قال: قلت: والله لأستقتلن، لهذا وأصحابه، [ ص: 79 ] قال: فأتيت عمرو بن العاص النجاشي فدخلت معه عليه، فقلت: إن بأرضك رجلا ابن عمه بأرضنا، وأنه يزعم أنه ليس للناس إلا إله واحد، وإنك والله إن لم تقتله وأصحابه لا أقطع إليك هذه النطفة أبدا لا أنا ولا واحد من أصحابي. قال: ادعه. قلت: إنه لا يجيء معي، فأرسل معي رسولا. قال: فجاء فلما انتهى إلى الباب ناديت: ائذن فناداه هو من خلفي: ائذن لعبيد الله. قال: فسمع صوته فأذن له من قبلي، قال: فدخل هو وأصحابه، قال: ثم أذن لي فدخلت، فإذا هو جالس قال: فذكر أين كان مقعده من السرير، فلما رأيته جئت حتى قعدت بين يديه وجعلته خلف ظهري، وأقعدت بين كل رجلين رجلا من أصحابي، قال: فقال النجاشي: نحروا نحروا - أي تكلموا - فقال عمرو: إن ابن عم هذا بأرضنا وإنه يزعم أنه ليس للناس إلا إله واحد، وإنك والله إن لم تقتله وأصحابه لا أقطع هذه النطفة إليك أبدا لا أنا ولا أحد من أصحابي، قال: فتشهد، فأنا أول ما سمعت التشهد يومئذ. قال: فقال: صدق ابن عمي وأنا على دينه. قال: فصاح وقال: أوه، حتى قلت: إن الحبشة لا تكلم، قال: أناموس مثل ناموس موسى؟! ما يقول في عيسى ابن مريم ؟ قال: يقول: هو روح الله وكلمته، قال: فتناول شيئا من الأرض فقال: ما أخطأ شيئا مما قال هذه، ولولا ملكي لتبعتكم، وقال لي: ما كنت أبالي أن لا تأتيني أنت ولا أحد من أصحابك أبدا. وقال لجعفر: اذهب فإنك آمن بأرضي، فمن ضربك قتلته، ومن سبك غرمته، وقال لآذنه: متى أتاك هذا يستأذن علي فائذن له إلا أن أكون عند أهلي، فإن كنت عند أهلي فأخبره، فإن أبى فائذن له. قال: وتفرقنا فلم يكن أحد أحب إلي من أن أكون لقيته خاليا من جعفر، فاستقبلني في طريق مرة فلم أر أحدا ونظرت خلفي فلم أر أحدا، قال: فدنوت فأخذت بيده فقلت: تعلمن أني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ؟ قال: فقال: هداك الله فاثبت. قال: وتركني وذهب، قال: فأتيت أصحابي فكأنما شهدوا معي، فأخذوني فألقوا علي قطيفة أو ثوبا فجعلوا يغمونني، فجعلت أخرج رأسي من هذه الناحية مرة ومن هذه الناحية مرة، حتى أفلت وما علي قشرة، قال: فلقيت حبشية فأخذت قناعها فجعلته على عورتي، فقالت: كذا وكذا. فقلت: كذا وكذا. فأتيت جعفرا، فقال: ما لك ؟ فقلت: ذهب كل شيء لي حتى ما ترك علي قشرة وما الذي ترى علي إلا قناع حبشية. قال: فانطلق وانطلقت معه حتى أتينا إلى باب الملك، فقال: ائذن لحزب الله. قال آذنه: إنه مع أهله. قال: استأذن، فاستأذن فأذن له، فقال: إن عمرا قد بايعني على ديني. قال: كلا. قال: بلى. قال: كلا. [ ص: 80 ] لعمرو بن العاص،
قال: بلى. قال لإنسان: اذهب فإن كان فعل فلا يقول شيئا (إلا ) كتبته. فقال: نعم، فجعل يكتب ما أقول حتى ما تركت شيئا حتى القدح، ولو أشاء أن آخذ من أموالهم إلى مالي فعلت .
[ 4262 / 2 ] رواه في مسنده: ثنا البزار ثنا محمد بن المثنى، ثنا معاذ بن معاذ، عن ابن عون، عمير بن إسحاق قال: قال يا رسول الله، جعفر بن أبي طالب: قال: فأذن له، فأتى ائذن لي أن آتي أرضا أعبد الله فيها لا أخاف أحدا حتى أموت، النجاشي .
[ 4262 / 3 ] قال معاذ: عن فحدثني ابن عون، عمير بن إسحاق، قال: حدثني قال: عمرو بن العاص جعفرا وأصحابه آمنين بأرض الحبشة قلت: لأفعلن بهذا وأصحابه، فأتيت لما رأيت النجاشي فقلت: ائذن فأذن لي فدخلت فقلت: إن بأرضنا ابن عم لهذا يزعم أنه ليس للناس إلا إله واحد ... لعمرو بن العاص، فذكره بتمامه. قال : لا نعلمه يروى عن البزار جعفر إلا بهذا الإسناد. قال الحافظ أبو الفضل العسقلاني - ومن خطه نقلت - : عمير بن إسحاق ضعيف، وذكره في الثقات، لكن في هذا السياق لما رواه الثقات في هذه القصة مخالفة كثيرة، فهو شاذ أو منكر. ابن حبان
قلت: عمير بن إسحاق مولى بني هاشم، اختلف فيه كلام فقال مرة: لا يساوي شيئا. وقال ابن معين، الدارمي: قلت لابن معين: كيف حديثه ؟ قال: ثقة. وقال ليس به بأس. وذكر النسائي: الساجي أن مالكا سئل عنه فقال: قد روى عنه رجل لا أقدر أن أقول فيه شيئا. وقال أبو حاتم لا نعلم روى عنه غير والنسائي: وذكره ابن عون. العقيلي في الضعفاء؛ لأنه لم يرو عنه غير واحد، وباقي رجال الإسناد ثقات.
هكذا وقع في مسندي البزار أن إسلام وأبي يعلى الموصلي كان على يدي عمرو بن العاص ووقع في مسند جعفر بن أبي طالب، أن إسلام الحارث بن محمد بن أبي أسامة كان على يدي عمرو بن العاص النجاشي، وسيأتي في كتاب المناقب في مناقب مطولا. [ ص: 81 ] عمرو بن العاص