[ 5252 ] قال وثنا الحارث: داود بن المحبر ، ثنا ميسرة، ثنا موسى بن جابان، عن - رضي الله عنه - قال: " أنس بن مالك جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ابن سلام فإن كنت تعلمها فهو ذاك، وإلا فهو شيء خص الله به يا رسول الله، إني سائلك عن خصال لم يطلع الله عليها أحدا غير موسى بن عمران، موسى بن عمران. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا ابن سلام، إن شئت تسألني وإن شئت أخبرتك. فقال: أخبرني. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الملائكة المقربين لم يحيطوا بخلق العرش ولا علم لهم به، ولا حملته الذين يحملونه، وإن الله - عز وجل - لما خلق السموات والأرض قالت الملائكة: ربنا هل خلقت خلقا هو أعظم من السموات والأرض ؟ قال: نعم البحار. فقالوا: هل خلقت خلقا هو أعظم من البحار ؟ قال: نعم العرش. قالت: هل خلقت خلقا هو أعظم من العرش ؟ قال: نعم العقل. قالوا: ربنا وما بلغ من قدر العقل وخلقه ؟ قال: هيهات لا يحاط بعلمه. قال: هل لكم [ ص: 28 ] علم بعدد الرمل ؟ قالوا: لا. قال: فإني خلقت العقل أصنافا شتى كعدد الرمل، فمن الناس من أعطي من ذلك حبة واحدة، وبعضهم الحبتين والثلاث والأربع، وبعضهم من أعطي فرقا، وبعضهم من أعطي وسقا، وبعضهم وسقين، وبعضهم أكثر من ذلك، كذلك إلى ما شاء الله من التضعيف. قال فمن أولئك يا رسول الله ؟ قال: العمال بطاعة الله على قدر أعمالهم وجدهم ويقينهم، فالنور الذي جعله الله - عز وجل - في قلوبهم وفهمهم في ذلك كله على القدر الذي آتاهم، فبقدر ذلك يعمل العامل منهم، ويرتفع في الدرجات. فقال ابن سلام: والذي بعثك بالهدى ودين الحق ما خرمت حرفا واحدا مما وجدت في التوراة، وإن ابن سلام: موسى لأول من وصف هذه الصفة، وأنت الثاني. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صدقت يا ". ابن سلام