11 - باب تقرب العبد إلى ربه عز وجل بصالح عمله
[ 6187 / 1 ] قال : ثنا أبو يعلى الموصلي ، ثنا محمد بن عبد الله بن نمير ابن أبي عبيدة ، ثنا أبي، عن ، عن الأعمش ، عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة، - رضي الله عنه - قال: [ ص: 453 ] النعمان بن بشير
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كان ثلاثة يمشون في غب سماء إذ مروا بغار، قال: فقالوا: لو أويتم إلى هذا الغار، فأووا إليه، فبينا هم فيه إذ وقع عليهم حجر من الجبل حتى سد الغار، فقال بعضهم لبعض: إنكم لن تجدوا شيئا خيرا من أن يدعو كل امرئ بخير عمله ... " وذكر الحديث إلى آخره "فانكشف عنهم فخرجوا يمشون".
[ 6187 / 2 ] قال : وثنا أبو يعلى الموصلي ، ثنا زهير إسماعيل بن عبد الكريم الصنعاني، حدثني ، أنه سمع عمه عبد الصمد يقول: حدثني وهب بن منبه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر " النعمان بن بشير النعمان: فكأني أسمع هذه من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الجبل طاق، ففرج الله عنهم فخرجوا يتماشون". أن ثلاثة نفر كانوا في كهف فوقع الجبل على باب الكهف فأوصد عليهم، فقال قائل منهم: أيكم عمل حسنة، لعل الله برحمته يرحمنا. فقال رجل منهم: قد كان لي أجراء يعملون عملا لي فاستأجرت كل رجل منهم بأجر معلوم، فجاءني رجل منهم ذات يوم وسط النهار، واستأجرته بشرط أصحابه، فعمل في بقية نهاره كما عمل في نهاره كله، فرأيت علي من الزمام أن لا أنقصه مما استأجرت به أصحابه لما جهد في عمله، فقال رجل منهم: أتعطي هذا مثل ما أعطيتني ولم يعمل إلا نصف النهار؟ قلت: يا عبد الله، لم أبخسك شيئا من شرطك، وإنما هو مالي أحكم فيه ما شئت. قال: فغضب، وذهب وترك أجره، فوضعت حقه في جانب البيت ما شاء الله، ثم مرت بي بعد ذلك بقر فاشتريت به فصيلة من البقر، فبلغت ما شاء الله فمر بي بعد حين شيخ ضعيف، ولا أعرفه، فقال: إن لي عندك حقا فذكره حتى عرفته فقلت: إياك أبغي، هذا حقك. فعرضتها عليه جميعا. فقال: يا عبد الله، لا تسخر بي، إن لم تتصدق علي فأعطني حقي. فقلت: والله ما أسخر بك إنها لحقك، وما لي فيها من شيء. فدفعتها إليه جميعا، اللهم إن كنت فعلت ذلك لوجهك فافرج عنا: فانصدع الجبل حتى رأوا وأبصروا، وقال الآخر: قد عملت حسنة مرة، كان لي فضل وأصابت الناس شدة فجاءتني امرأة وطلبت مني معروفا، فقلت: لا والله ما هو دون نفسك. فأبت علي، فذهبت فذكرت ذلك لزوجها، فقال لها: أعطيه نفسك، وأعيني عيالك. فرجعت إلي فنشدتني بالله - عز وجل - فأبيت عليها وقلت: والله ما هو دون نفسك. فلما رأت ذلك أسلمت إلي نفسها، فلما كشفتها وهممت بها ارتعدت من تحتي، فقلت لها: ما شأنك؟ فقالت: الله رب العالمين. فقلت لها: خفته في الشدة، ولم أخفه في الرخاء. فتركتها، وأعطيتها ما يحق علي لها بما [ ص: 454 ] تكشفتها، اللهم إن كنت فعلت ذلك لوجهك فافرج عنا. فانصدع الحجر - حتى عرفوا وتبين لهم، قال الآخر: قد عملت حسنة مرة، كان لي أبوان شيخان كبيران، وكانت لي غنم، فكنت أطعم أبوي وأسقيهما، ثم رجعت إلى غنمي فأصابني يوم غيث حبسني فلم أرح حتى أمسيت، فأتيت أهلي، فأخذت محلبي، فحلبت غنمي، وتركتها قائمة، ومضيت إلى أبوي فوجدتهما قد ناما، فشق علي أن أوقظهما، وشق علي أن أترك غنمي فما برحت جالسا ومحلبي على يدي حتى أيقظهما الصبح فسقيتهما، اللهم إن كنت فعلت ذلك لوجهك فافرج عنا. فقال
[ 6187 / 3 ] رواه في كتاب الدعاء: ثنا الطبراني محمد بن عبدوس بن كامل السراج، وعبيد بن غنام قالا: ثنا ، ثنا محمد بن عبد الله بن نمير محمد بن أبي عبيدة بن معن، ثنا أبي، عن ... فذكره. الأعمش
[ 6187 / 4 ] قال: وثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا ثنا علي بن بحر، إسماعيل بن عبد الكريم.. فذكره.
قلت: له شاهد في الصحيحين، وغيرهما من حديث . ابن عمر
ورواه في صحيحه من حديث ابن حبان . أبي هريرة
ورواه من حديث أنس وسيأتي في كتاب التوبة في باب إخلاص التوبة لله - عز وجل. ورواه أبو يعلى في كتاب الدعاء من حديث الطبراني ، علي بن أبي طالب وعقبة بن عامر ، وعبد الله بن أبي أوفى ، ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، وأنس بن مالك - رضي الله عنهم. [ ص: 455 ] وعائشة