58 - باب في وغير ذلك مما يذكر مرض سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصيته ووفاته وغسله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه
[ 6512 / 1 ] قال : شهدت أحمد بن منيع سلمة بن صالح يحدث، عن عبد الملك بن عبد الرحمن، عن الأشعث بن طليق أنه سمع الحسن العرني يحدث عن مرة، عن قال: ابن مسعود - رضي الله عنها - فنظر إلينا فدمعت عيناه فتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: مرحبا بكم حياكم الله، رحمكم الله، آواكم الله، حفظكم الله، نصركم الله، نفعكم الله، هداكم الله، وفقكم الله، سلمكم الله، قبلكم الله، رزقكم الله، رفعكم الله، أوصيكم بتقوى الله، وأوصي الله بكم، وأستخلفه عليكم، وإني أشهدكم أني لكم نذير مبين، ألا تعلوا على الله في عباده وبلاده؛ فإن الله - تعالى - قال لي ولكم: ( عائشة تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ) وقال: ( أليس في جهنم مثوى للمتكبرين ) قلنا: [ ص: 132 ]
فمتى الأجل؟ قال: قد دنا الأجل، والمنقلب إلى الله، وإلى السدرة المنتهى - أو كما قال: إلى جنة المأوى - إلى الكأس الأوفى، والرفيق الأعلى، والعيش الهني. قلنا: فمن يغسلك؟ قال: رجال من أهل بيتي الأدنى فالأدنى. قلنا: ففيما نكفنك؟ قال: في ثيابي هذه أو في ثياب مصر، أو حلة يمانية. قلنا: فمن يصلي عليك؟ قال: فبكى وبكينا. فقال: مهلا غفر الله لكم وجزاكم عن نبيكم خيرا، إذا غسلتموني، وكفنتموني فضعوني على سريري في بيتي هذا على شفير قبري، ثم اخرجوا عني ساعة فأول من يصلي علي خليلي و(جليسي) جبريل ثم ميكائيل ثم إسرافيل ثم ملك الموت وجنوده من الملائكة بأجمعها، ثم ادخلوا علي فوجا فوجا فصلوا علي، وسلموا تسليما، ولا تؤذوني بتزكية ولا صيحة ولا رنة، وليبدأ بالصلاة علي رجال أهل بيتي، ونساؤهم ثم أنتم بعد، ومن غاب عني من أصحابي فأبلغوه عني السلام، ومن دخل معكم في ديني من إخواني فأبلغوه عني السلام، وإني أشهدكم أني قد سلمت على من يتبعني على ديني من اليوم إلى يوم القيامة. قلنا: فمن يدخل قبرك؟ قال: أهلي مع ملائكة كثيرة يرونكم من حيث لا ترونهم". "نعى لنا نبينا وحبيبنا نفسه صلى الله عليه وسلم ونفسي له الفداء - قبل موته بشهر، فلما دنا الفراق جمعنا في بيت أمنا
[ 6512 / 2 ] رواه في مسنده: ثنا البزار محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي، ثنا عن عبد الرحمن بن محمد المحاربي، ابن الأصبهاني أنه أخبره، عن مرة، عن قال: عبد الله فذكره. إلا أنه قال: "نعى لنا حبيبنا ونبينا - بأبي هو ونفسي له الفداء - نفسه قبل موته بسنة، فلما دنا الفراق..." "ومن دخل معكم في دينكم بعدي فإني أشهدكم أني أقرأ السلام - أحسبه قال: عليه - وعلى كل من تابعني على ديني من يومي هذا إلى يوم القيامة".
قال روي هذا عن البزار: مرة، عن من غير وجه، والأسانيد عن عبد الله مرة متقاربة، لم يسمع هذا من وعبد الرحمن مرة إنما أخبره عن مرة، ولا نعلم رواه عن غير عبد الله مرة.
[ 6512 / 3 ] ورواه : ثنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ حمزة بن محمد بن العباس [ ص: 133 ] العقبي، ثنا عبد الله بن روح المدائني، ثنا سلام بن سليمان المدائني، ثنا (سلام) بن سليم الطويل، عن عبد الملك بن عبد الرحمن، عن الحسن العرني، عن الأشعث بن طليق، عن عن مرة بن شراحيل، قال: "لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا: من يصلي عليك..." فذكر نحوه إلى آخره دون باقيه. عبد الله بن مسعود
وقال الحاكم: عبد الملك بن عبد الرحمن هذا لا أعرفه بعدالة ولا جرح، والباقون كلهم ثقات. قلت: لم ينفرد به عبد الملك بن عبد الرحمن بل تابعه عليه غيره، كما رواه بسند رواته ثقات. البزار
وتقدم في آخر كتاب الجنائز.