3 - باب: وما جاء فيمن يحب شرف الدنيا ويرغب فيها . التفكر في زوال الدنيا
[ 7251 ] عن رضي الله عنه قال: عبد الله بن مسعود
قال فلو كنت عبد الله: برملة مصر لأريتكم قبورهما بالنعت الذي نعت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. "بينما رجل كان قبلكم كان في ملكه، فتفكر، فعلم أن ذلك منقطع، وأنه قد شغله عن عبادة ربه، فانساب من قصره ليلا حتى صار إلى مملكة غيره، فأتى ساحل البحر فجعل يضرب اللبن فيعيش به ويعبد ربه، فبلغ ذلك الملك الذي هو في مملكته عبادته وحاله، فأرسل إليه أن يأتيه، فأبى أن يأتيه، ثم أرسل إليه أن يأتيه، فأبى أن يأتيه، فلما رأى ذلك ركب إليه، فلما رآه العابد هرب منه، فتبعه على دابته، فقال: يا عبد الله، إنه ليس عليك مني بأس، ثم نزل إليه، فسأله عن أمره، فقال: أنا فلان صاحب مملكة كذا وكذا، تذكرت فعلمت أن ما كنت فيه منقطع، وأنه قد شغلني عن عبادة ربي، قال: فما أنت أحق بما صنعت مني، فخلى سبيل دابته وتبعه، فكانا يعبدان الله، فسألا الله أن يميتهما جميعا، فماتا جميعا فدفنا".
رواه ، أبو بكر بن أبي شيبة ، وأحمد بن منيع ، وأحمد بن حنبل ، بسند واحد رواته ثقات. وأبو يعلى الموصلي