[  22  ] أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن علي المقرئ ،  حدثنا  الحسن بن محمد بن  [ ص: 119 ] إسحاق ،  حدثنا  يوسف بن يعقوب  ، حدثنا  سليمان بن حرب  ، حدثنا  حماد بن زيد  ، عن  أيوب ،  وأخبرنا  أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان ،  حدثنا  أحمد بن عبيد الصفار ،  حدثنا  عبيد بن شريك ،  حدثنا  أبو صالح ،  حدثنا الفزاري ،  حدثنا  سفيان بن سعيد ،  عن  أيوب ،  عن  أبي قلابة  ، عن رجل من أهل الشام  من أهل الإسلام ، عن أبيه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن الإسلام - وفي رواية حماد قال : عن  [ ص: 120 ] أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم - قال له : " أسلم تسلم " . قال : وما الإسلام ؟ قال : " يسلم قلبك لله ، ويسلم المسلمون من لسانك ويدك " . قال : فأي الإسلام أفضل ؟ قال : " الإيمان " . قال : فما الإيمان ؟ قال : " تؤمن بالله وملائكته ، وكتبه ورسله ، وبالبعث بعد الموت " . قال : فأي الإيمان أفضل ؟ قال : " الهجرة " . قال : وما الهجرة ؟ قال : " أن تهجر السوء " . قال : فأي الهجرة أفضل ؟ قال : " الجهاد " . قال : وما الجهاد ؟ قال : " أن تجاهد " أو قال : " تقاتل الكفار إذا لقيتهم " .  وفي رواية  سفيان  قال :  " تقاتل العدو إذا لقيتهم ، ولا تغل ولا تجبن  " . ، وفي رواية حماد :   " ثم لا تغل ولا تجبن " . 
وزاد : ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثم عملان هما من أفضل الأعمال إلا من عمل عملا بمثلهما - وقال بإصبعيه هكذا السبابة والوسطى - حجة مبرورة أو عمرة مبرورة " .  
قال  الحليمي  رحمه الله تعالى : فأبان هذا الحديث أن الإسلام الذي أخبر الله عز وجل أنه هو الدين عنده بقوله : ( إن الدين عند الله الإسلام   ) . 
وقوله ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه   ) . 
وقوله ( اليوم أكملت لكم دينكم ، وأتممت عليكم نعمتي ، ورضيت لكم الإسلام دينا   ) ينتظم الاعتقاد والأعمال الظاهرة ؛ لأن قوله : " الإسلام أن يسلم قلبك لله " إشارة إلى تصحيح الاعتقاد ، وقوله : " أن يسلم المؤمنون من لسانك ويدك " إشارة إلى تصحيح المعاملات الظاهرة ، ثم صرح بذلك ، فأخبر أن الإيمان أفضل الإسلام ،  وفسره بأنه الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث ، أراد أن الإيمان بالغيب أفضل من الإيمان بما يشاهد ويرى ، وهذا موافق لقول الله عز وجل : ( الذين يؤمنون بالغيب   ) مدحا لهم وثناء عليهم ، ثم أبان أن الاعتقاد وعامة الأعمال  [ ص: 121 ] إيمان ، فقال :  " أفضل الإيمان الهجرة  " ، ثم فرع الهجرة فدل ذلك على أن الطاعات كلها إيمان كما هي إسلام ، وأن الإسلام هو الإذعان لله عز وجل سواء وقع بأمر باطن ، أو بأمر ظاهر بعد أن يكون الأمران مما رضي الله تعالى لعباده أن يتقربوا به إليه " . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					