[  263  ] أخبرناه  محمد بن عبد الله  ، حدثنا  أبو بكر بن إسحاق ،  حدثنا  بشر بن موسى ،   [ ص: 426 ] حدثنا  الحميدي  ، حدثنا  سفيان ،  حدثنا  سهيل بن أبي صالح  ، عن أبيه ، عن  أبي هريرة  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث . 
وهو مخرج في كتاب مسلم . 
وفيه دلالة على أن بعضهم تشهد عليهم ألسنتهم ، وبعضهم ينكر فيختم على أفواههم ، وتشهد عليهم سائر جوارحهم . 
ويشبه أن يكون هذا الإنكار من المنافقين كما في خبر  أبي هريرة   . 
ويشبه أن يكون منهم وممن شاء الله ، ومن سائر الكافرين حين رأوا يوم القيامة يغفر الله لأهل الإخلاص ذنوبهم ، لا يتعاظم عليه ذنب أن يغفره ، ولا يغفر الشرك . قالوا : " إن ربنا يغفر الذنوب ، ولا يغفر الشرك ، فتعالوا حتى نقول : إنا كنا أهل ذنوب ، ولم نكن مشركين فقال الله عز وجل : أما إذ كتموا الشرك فاختموا على أفواههم ، فيختم على أفواههم ، فتنطق أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون ، فعند ذلك عرف المشركون أن الله لا يكتم حديثا ، فذلك قوله : ( يومئذ يود الذين كفروا ، وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ، ولا يكتمون الله حديثا   ) .  
وهذا فيما روينا عن  سعيد بن جبير  ، عن  ابن عباس  أنه سئل عن ذلك فذكره . " وقد قال الله عز وجل : في سورة زلزلت : ( يومئذ تحدث أخبارها   )  [ ص: 427 ] 
وروينا عن  أبي هريرة  مرفوعا أنه سئل عن هذه الآية فقال : " أن تشهد على كل عبد وأمة بما عملوا على ظهرها فتقول عمل كذا وكذا في يوم كذا وكذا فذلك أخبارها " . 
ودلت الأخبار عن سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم على أن كثيرا من المؤمنين يدخلون الجنة بغير حساب ،  وكثيرا منهم يحاسبون حسابا يسيرا ، وكثيرا منهم يحاسبون حسابا شديدا " . 
				
						
						
