" فصل في ستر العورة "
قال : ويدخل في جملة الحياء من الله عز وجل ، ثم من الناس ستر العورة ؛ لأن الشريعة كما جاءت بالأمر بستر العورة ، فكذلك الناس بحكم طباعهم يعدون كشفها سقاطة ، وسفاهة وخلاعة .
[ ص: 187 ] [ 7362 ] أخبرنا ، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : قرئ على [ ص: 188 ] أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه محمد بن مسلمة الواسطي وأنا أسمع : حدثنا ، أخبرنا يزيد بن هارون بهز بن حكيم بن معاوية القشيري - ح
قال : وأخبرنا ، حدثنا أحمد بن سلمان أحمد بن محمد بن عيسى القاضي ، حدثنا أبو معمر المنقري ، حدثنا حدثنا عبد الوارث ، حدثني أبي ، عن جدي ، قال : بهز بن حكيم ، قلت : يا رسول الله ، [ عوراتنا ما نأتي منها وما نذر ؟ قال : " احفظ عورتك إلا من زوجتك وما ملكت يمينك " قلت : يا رسول الله ، إذا كان القوم بعضهم في بعض ؟ قال : " إن استطعت أن لا يرينها أحد فلا يرينها " ، قال : قلت : يا رسول الله ، إذا كان أحدنا خاليا ؟ قال : " فالله أحق أن يستحيا منه من الناس " . ووضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على فرجه .
قال : لفظ حديث الإمام أحمد . عبد الوارث بن سعيد
قوله : " والله سبحانه أحق أن يستحيا منه " أي يتحمل على عينه بالتستر لئلا يرى العبد ناظرا إلى عورة نفسه ، لا لئلا يرى عورة عبده ، فإن الاحتجاب عن الله غير ممكن ، ولكنه يرى المكشوف مكشوفا ، قد ترك أدبه من التستر فيه ، ويرى المستور مستورا أقام أدبه من التستر فيه ، فصح الاستحياء منه باللبس والستر فيه ، وبالله التوفيق .
[ ص: 189 ]