[  8369  ] أخبرنا  أبو عبد الله الحافظ ،   وأبو زكريا بن أبي إسحاق ،  وأبو بكر بن الحسن  [ ص: 178 ] القاضي ،  قالوا : حدثنا  أبو العباس محمد بن يعقوب ،  قال : قرئ على  العباس بن الوليد  وأنا أسمع ، قيل لكم : حدثكم أبو سعيد الساهلي - وهو عبد الله بن سعيد -  حدثنا مسلم بن عبيد ،  عن  أسماء بنت يزيد الأنصارية  من بني عبد الأشهل ،  أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم وهو بين أصحابه ، فقالت : بأبي أنت وأمي ، إني وافدة النساء إليك ، واعلم - نفسي لك الفداء - أما إنه ما من امرأة كائنة في شرق ولا غرب سمعت بمخرجي هذا أو لم تسمع إلا وهي على مثل رأيي ، إن الله بعثك بالحق إلى الرجال والنساء فآمنا بك وبإلهك الذي أرسلك ، وإنا معشر النساء محصورات مقصورات ، قواعد بيوتكم ، ومقضى شهواتكم ، وحاملات أولادكم ، وإنكم - معاشر الرجال - فضلتم علينا بالجمعة والجماعات ، وعيادة المرضى ، وشهود الجنائز ، والحج بعد الحج ، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله ، وإن الرجل منكم إذا خرج حاجا أو معتمرا ومرابطا حفظنا لكم أموالكم ، وغزلنا لكم أثوابكم وربينا لكم أولادكم ، فما نشارككم في الأجر يا رسول الله ؟ قال : فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه بوجهه كله ، ثم قال : " هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مسألتها في أمر دينها من هذه ؟ " فقالوا : يا رسول الله ، ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا ، فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إليها ، ثم قال لها :  " انصرفي أيتها المرأة ، وأعلمي من خلفك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها ، وطلبها مرضاته ، واتباعها موافقته تعدل ذلك كله "  قال : فأدبرت المرأة وهي تهلل وتكبر استبشارا . 
				
						
						
