الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
ش - لما فرغ من دلائلهم المأخوذة من الكتاب مع الجواب عنها ، شرع في nindex.php?page=treesubj&link=21404دلائلهم المأخوذة من السنة ، وذكر منها دليلين : أحدهما : لما خلع الرسول - عليه السلام - نعليه في صلاة جنازة فهموا وجوب الخلع عليهم ، فخلعوا نعالهم . nindex.php?page=hadith&LINKID=926868فسألهم النبي - عليه السلام - : لم خلعتم نعالكم ؟ فقالوا في جوابه : لأنك خلعت . فأقرهم الرسول - عليه السلام - على استدلالهم ، وبين علة اختصاصه بالخلع ، حتى حصل الفرق بينه وبينهم ، فقال : nindex.php?page=hadith&LINKID=926869أخي جبريل - عليه السلام - أخبرني أن فيهما قذى .
فلولا أن الفعل الذي لم تعلم صفته واجب ، [ ص: 494 ] لما خلعوا ، ولما أقرهم الرسول - عليه السلام - على استدلالهم ، ولما احتاج إلى بيان علة اختصاصه به .
أجاب المصنف عنه بأن فهم الوجوب ليس بمجرد الفعل ، بل بواسطة قوله : " nindex.php?page=hadith&LINKID=926860صلوا كما رأيتموني أصلي " فإنه لما سبق هذا الكلام فهموا وجوب المتابعة . أو لأنهم خلعوا لفهم قصد القربة بخلع [ النبي ] - عليه السلام - لا لكونه واجبا عليهم .
الثاني أنه - عليه السلام - أمر أصحابه عام الحديبية بالتمتع - وهو أن يعتمر غير المكي ، أي من على مسافة القصر من مكة في أشهر الحج ثم يحرم بالحج من مكة في تلك السنة - ولم يتمتع . فقالوا : ما لك تأمرنا بالتمتع ولم تتمتع .
[ ص: 495 ] وذلك يدل على أنهم فهموا من فعله وجوب متابعته ، والرسول - عليه السلام - لم ينكر ، بل بين عذرا يختص به . فلولا أن فعله واجب على الأمة لأنكره الرسول ، - عليه السلام - .
أجاب المصنف عنه بأنهم إنما فهموا وجوب متابعته من قوله - عليه السلام - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=926870خذوا عني مناسككم " أو أنهم ما فهموا وجوب متابعته في فعله ، بل فهموا أن متابعته مندوبة بسبب فهم القربة من فعله .