1080  - حدثنا  محمد بن يحيى ،  قال : حدثنا أبو غسان محمد بن يحيى الكناني ،  قال : أخبرني أبي ، عن  ابن أخي الزهري ،  قال : قال محمد :  أخبرني يحيى بن عمارة بن أبي حسن الأنصاري ،  ثم المازني أنه بلغه أن رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة ، ثم ذكر بمثل حديث يعقوب ،  وزاد : قال  ابن شهاب :  فحدثت الحديث محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم ،  فأخبرني أن  أبا بكر  سمع ذاك من  أبي سعيد الخدري  رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . 
قال  محمد بن يحيى :  قلت أنا : هذا عندنا كأنه يقول : إن  أبا بكر  سمع ذاك من يحيى بن عمارة  سمعه من  أبي سعيد  عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأنه ذكر  أبا سعيد ،  وكان يحيى بن عمارة  عامة روايته عن  أبي سعيد ،  ولم يسمع أبو بكر بن حزم  من  أبى سعيد ،  فكأن الحديث قد صار عن  الزهري ،  عن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ،  عن أبيه ، عن يحيى بن عمارة ،  عن  أبي سعيد الخدري ،  عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والحديث من حديث  إبراهيم بن سعد ،   وابن أخي الزهري  جميعا عن  الزهري ،  عن يحيى بن عمارة  مطلقا ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . 
وقال تعالى : ( وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين   ) ،  [ ص: 1006 ] فبين أن علامة أن يكون من المشركين ترك إقامة الصلاة .  
وقال عز وجل : ( إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة   ) ، فخص بالإنذار أهل الصلاة ، وأبان أن من لم يصل فغير ناذر بنذر الله . 
وقال تعالى : ( والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة   ) ، ( والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة   ) ، ( والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون   ) . 
فمن يزعم أن من لم يحافظ على الصلاة مؤمن ، فقد قال بخلاف ما قد دل عليه كتاب الله تعالى . 
وقال جل ثناؤه : ( وكن من الساجدين  واعبد ربك حتى يأتيك اليقين   ) ، ( واسجدي واركعي مع الراكعين   ) ، ( كلا لا تطعه واسجد واقترب   ) ، ( فصل لربك وانحر  فاسجدوا لله واعبدوا   ) . 
وما أشبه ذلك من إفراد الصلاة من بين سائر الشرائع . 
وفي ذلك دلالة على أنه أولى الشرائع بتحقيق الإيمان  [ ص: 1007 ] بيانا بين ملة الإيمان ، وملة الكفر . 
أولا تراه أبان أن أهل المعاد إلى الجنة المصلين ، وأن المستوجبين للإياس من الجنة ، المستحقين للتخليد في النار من لم يكن من أهل الصلاة بإخباره تعالى عن المخلدين في النار حين سئلوا : ( ما سلككم في سقر  قالوا لم نك من المصلين   ) . 
				
						
						
