406  - حدثنا  يوسف بن موسى القطان ،  أنا  عبيد الله بن موسى العبسي ،  ثنا أبو حمزة الثمالي ،  عن أبي اليقظان  [ ص: 413 ] عثمان بن عمير البجلي ،  عن  زاذان ،  عن  جرير بن عبد الله ،  قال : خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - على رواحلنا - وهي آكلة النوى - من المدينة ،  فرفع له شخص ، فقال : " هذا رجل لا عهد له ، بأنيس منذ كذا وكذا ، وإياي يريد " ، فأسرع إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأسرعنا حتى استقبله ، فإذا فتى شاب قد انسلقت شفتاه ، من أكل لحي الشجر ، فسأله : " من أين أقبلت ؟ ! " فحدثه ، قال : وأنا أريد يثرب ،  وأريد محمدا   - صلى الله عليه وسلم - لأبايعه ، قال : " فأنا محمد  رسول الله " ، قال : السلام عليك يا رسول الله! ، صف لي الإسلام ؟ ، قال : " تشهد أن لا إله إلا الله ، وتقر بما جاء من عند الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت " ،  قال : أقررت . 
ثم انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قال  جرير :  وازدحمنا عليه ، حين أنشأ يصف الإسلام ، ننظر إلى أي شيء ينتهي صفته ، وكنا نهابه أن نسأله ، وجعلنا إذا زحمنا بكره رغا ، ونحر على أكلة نوا ، ثم انصرف فانصرفنا معه ، وتقع يد بكره في أخافيق الجرذان ، فانثنت عنقه فمات ، فقالوا : قد مات ، فالتفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : " علي الرجل ، " فانحط عمار   وحذيفة بن اليمان ،  فوجداه قد انثنت عنقه فمات ، قالوا : قد مات ، فأتاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فنظر إليه ، ثم أعرض بوجهه عنه ، وقال : " احملوه إلى الماء " ، فأمرنا ، فغسلناه ، وكفناه ، وحنطناه ، ثم قال : " احفروا له ،  [ ص: 414 ] وألحدوا له ، ولا تشقوا ، فإن اللحد لنا ، والشق لأهل الكتاب " ، وجلس على قبره لا يحدثنا بشيء ، ثم قال : " ألا أحدثكم حديث هذا الرجل ، هذا ممن عمل قليلا ، وأجر كثيرا ، هذا ممن قال الله : ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم   ) ، إني أعرضت عنه آنفا ، وملكان يدسان في شدقه من ثمار الجنة ، " يعرفنا أن الرجل كان جائعا " .   [ ص: 415 ] 
				
						
						
