997  - قال  إسحاق :  واجتمع أهل العلم على أن إبليس إنما ترك السجود لآدم  عليه الصلاة والسلام ، لأنه كان في نفسه خيرا من آدم  عليه السلام ، فاستكبر عن السجود لآدم ،  فقال : ( أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين   ) . 
فالنار أقوى من الطين ، فلم يشك إبليس في أن الله قد أمره ، ولا جحد السجود ، فصار كافرا بتركه أمر الله تعالى ، واستنكافه أن يذل لآدم بالسجود له ، ولم يكن تركه استنكافا عن الله تعالى ، ولا جحودا منه لأمره ، فاقتاس قوم ترك الصلاة على هذا . 
قالوا : تارك السجود لله تعالى ، وقد افترضه عليه عمدا ، وإن كان مقرا بوجوبه ، أعظم معصية من إبليس في تركه السجود لآدم ،   لأن الله تعالى افترض الصلوات على عباده ، اختصها لنفسه ، فأمرهم بالخضوع لهم بها دون خلقه ، فتارك الصلاة أعظم معصية ، واستهانة من إبليس حين ترك السجود لآدم  عليه السلام ، فكما وقعت استهانة إبليس ، وتكبره عن السجود لآدم  موقع الحجة ، فصار بذلك كافرا ، فكذلك تارك الصلاة عمدا من غير عذر حتى يذهب وقتها كافر . 
				
						
						
