6 - (  106  ) : حدثنا أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم  قال : ثنا محمد بن الصلت ،  قال : ثنا أبو كدينة - وهو يحيى بن المهلب   - ، عن  عطاء بن السائب ،  عن  أبي الضحى  ، عن  ابن عباس  ، قال : مر يهودي بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : يا أبا  [ ص: 185 ] القاسم ،  ما تقول : إذا وضع الله السماء على ذه ، والأرضين على ذه ، والماء على ذه ، والجبال على ذه ، وسائر الخلق على ذه ، فأنزل الله : وما قدروا الله حق قدره   .  
قال  أبو بكر :  فلعل متوهما يتوهم ممن لم يتحر العلم ، ولا يحسن صناعتنا في التأليف بين الأخبار ، فيتوهم أن خبر  ابن مسعود  يضاد خبر  ابن عمر  ، وخبر  أبي سعيد  يضاد خبرهما ، وليس كذلك ، هو عندنا بحمد الله ونعمته . 
أما خبر  ابن مسعود  فمعناه : أن الله - جل وعلا - يمسك ما ذكر في الخبر على أصابعه ، على ما في الخبر ، سواء قبل تبديل الله الأرض غير الأرض ؛ لأن الإمساك على الأصابع غير القبض على الشيء ، وهو مفهوم في اللغة ، التي خوطبنا بها ؛ لأن الإمساك على الشيء بالأصابع غير القبض على الشيء ، ونقول : ثم يبدل الله الأرض غير الأرض ، كما أخبرنا منزل الكتاب على نبيه - صلى الله عليه وسلم - في محكم تنزيله في قوله : يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات  ، وبين على لسان نبيه المصطفى - صلى الله عليه وسلم - صفة تبديل الأرض غير الأرض ، فأعلم - صلى الله عليه وسلم - أن الله تعالى يبدلها ، فيجمعها خبزة واحدة ، فيقبض عليها حينئذ كما خبر في خبر  ابن عمر   - رضي  [ ص: 186 ] الله عنهما - ، وانكفاءها كما أعلم في خبر  أبي سعيد الخدري  ، فالأخبار الثلاثة ، كلها ثابتة صحيحة المعاني على ما بينا . 
قال  أبو بكر :  
				
						
						
