30 - (  137  ) : حدثنا سلم بن جنادة ،  عن  وكيع ،  عن  إسماعيل بن أبي خالد ،  عن زياد مولى بني مخزوم ،  عن  أبي هريرة  ، - رضي الله عنه - ، فقال : ما تزال جهنم تسأل الزيادة حتى يضع الرب عليها قدمه ، فتقول : رب قط ، رب قط .  
سمعت  أحمد بن سعيد الدارمي ،  يقول : سمعت  روح بن عبادة  ، يقول : طلبت الحديث أو كتبت الحديث عشرين سنة ، وصنفت عشرين سنة ، قال الدارمي :  فذكرته  لأبي عاصم  ، فقال : فلو كتب في العشرين أيضا ما الذي كان يجيء به ؟ . 
 [ ص: 227 ] قال  أبو بكر :  اختلف رواة هذه الأخبار في هذه اللفظة في قوله : قط ، أو قط ، فروى بعضهم بنصب القاف ، وبعضهم بخفضها ، وهم أهل اللغة ، ومنهم يقتبس هذا الشأن . 
ومحال أن يكون أهل الشعر أعلم بلفظ الحديث من علماء الآثار ، الذين يعنون بهذه الصناعة ، يروونها ويسمعونها من ألفاظ العلماء ، ويحفظونها ، وأكثر طلاب العربية : إنما يتعلمون العربية من الكتب المشتراة أو المستعارة من غير سماع ، ولسنا ننكر أن العرب تنصب بعض حروف الشيء ، وبعضها يخفض ذلك الحرف لسعة لسانها . 
قال المطلبي   - رحمة الله عليه - : " لا يحيط أحد علما بألسنة العرب جميعا غير نبي " ، فمن ينكر من طلاب العربية هذه اللفظة بخفض القاف على رواة الأخبار ، مغفل ساه ؛ لأن علماء الآثار لم يأخذوا هذه اللفظة من الكتب غير المسموعة ، بل سمعوها بآذانهم من أفواه العلماء . 
فأما دعواهم : أن " قط " أنها : الكتاب ، فعلماء التفسير قد اختلفوا في تأويل هذه اللفظة ، ولسنا نحفظ عن أحد منهم أنهم ، تأولوا (قط : الكتاب) . 
				
						
						
