فأما من كان ترجى له القوة على الصيام في المستأنف ، فإنه لم يكن عنده كذلك ، والمرأة الحامل أو المرضع ، إذا أفطرت فهي ممن لم تؤنس لها من القدرة على القضاء في المستأنف ، فهي ممن لا تؤمر بالإطعام الذي يكون بدلا من الصيام حتى يسقط عنها فرض الصيام .
ومما يدل على صحته مما ذكرنا ، عن سعيد مما خالفه فيه أن هشام أحمد بن الحسن [ ص: 422 ] .
917 - قد حدثنا ، قال : حدثنا أسباط بن محمد الهرسي ، قال : حدثنا عن عبد الملك ، عطاء ، وسعيد بن جبير ، وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين ) ، قال : " هو الشيخ الكبير لا يستطيع الصوم ، يتصدق كل يوم على مسكين " . في قول الله - عز وجل - : (
فهذا سعيد إنما قصد بالطاقة في ذلك الطاقة التي معها المشقة والجهد ، اللذان يجب لمن به ، لأنه حكم العجز ، وذكر ذلك في الشيخ الكبير الذي لا ترجى له طاقة في المستأنف على الصيام . فدل ذلك أن ما رواه ، عن كذلك أيضا . ابن عباس
وقد روي ، عن من طريق ابن عباس ما يدل على ما رواه ابن جبير سعيد بن أبي عروبة .
918 - حدثنا قال : حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن إدريس بن يحيى ، بكر بن رمضان ، قال : حدثنا عن عمر بن الحارث ، أن بكير بن الأشج ، كريبا حدثه ، أن قال : " يفتدي الكبير إذا لم يكن يطيق الصيام بذلك " . ابن عباس ،
كذلك أن قد دخل عند الكبير الذي لا يطيق الصيام في المأمورين بالإطعام في هذه الآية ما يثبته المقتدون لمذهب ابن عباس فيما اختلف فيه ابن عباس سعيد ، وهشام ، عن ما رواه قتادة سعيد عنه ، لا ما رواه وقد روي عن هشام ، أنس ، وقيس بن السائب صاحبي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنهما افتديا بالإطعام من الصوم لما ضعفا عنه كما :
919 - حدثنا قال : حدثنا يزيد بن سنان ، قال : حدثنا أبي ، عن معاذ بن هشام ، قتادة ، " . عن أنس : " أنه ضعف عن الصوم سنة قبل موته فأفطر وأطعم عن كل يوم مسكينا
920 - حدثنا قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، سعيد بن عامر السبيعي ، عن عن شعبة ، عن قتادة ، النضر بن أنس : أنسا كان يطعم كل يوم مسكينا حين ضعف عن الصوم " . أن
921 - حدثنا قال : حدثنا أبو أمية ، عن ابن أبي نجيح ، مجاهد ، قيس بن السائب ، قال : " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لي شريكا ، فخير شريك لا يماري ينظر ولا يداري ، وكان قيس قد كبر ، فكان يطعم عن نفسه لكل إنسان في شهر رمضان في كل يوم مدين ، فأطعموا عني صاعا " [ ص: 423 ] . عن
قال رحمه الله : يداري يعني الكلام المذموم ، يقال : أيداري علي إذا أغلظ له ، أبو جعفر وقيس مولى فدل ما ذكرنا فيما تقدم أن الإطعام المذكور في الآية التي تلونا ثابت حكمه غير منسوخ ، وأنه أريد به العاجزون عن الصوم الذين لا يرجى لهم عليه طاقة في المستأنف كما ذكرنا . مجاهد