وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا ) الآية . تأويل قوله تعالى : (
قال الله عز وجل : ( وما تفعلوا من خير يعلمه الله ، وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ) فأباحهم عز وجل أن يتزودوا . لأن ذلك قوام أبدانهم حتى يصلوا إلى حجهم وقد روي عن في ذلك ما : مجاهد
[ ص: 36 ] 1179 - قد حدثنا محمد بن زكرياء ، قال حدثنا قال حدثنا الفريابي ، ورقاء عن عن ابن أبي نجيح ، في مجاهد ، وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ) ، قال : كان أهل الآفاق يخرجون إلى الحج يتوصلون الناس بغير زاد ، فأمروا أن يتزودوا . قوله عز وجل (
فكان الذي في هذا الحديث من المراد بالبر المذكور في هذه الآية هو التزود في الحج وقد يجوز أن يكونوا كانوا ممنوعين من ذلك حتى أطلق وأبيح لهم بهذه الآية التزود في الحج . ولما كان ترك التزود فيه المسألة المنهي عنها كان خلافه مما فيه ترك المسألة أولى بالحاج . ولما كانت المسألة قبل الحج حراما على الأغنياء ، كانت في الحج أوكد حرمة . وقد روي عن في ذلك ما : سعيد بن جبير
1180 - قد حدثنا محمد بن زكرياء ، قال حدثنا قال حدثنا الفريابي ، سفيان ، عن عن محمد بن سوقة ، في سعيد بن جبير وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ) قال : الكعك ، والسويق ، والدقيق وليس هذا عندنا من قوله عز وجل : ( عن أن هذه الأصناف من الأزواد هي التي أبيحت في الحج دون ما سواها ، ولكنه على إفهام السائل : أن المراد هو الزاد الذي يتزود الناس به لقوام أبدانهم ، لا على التزود من الأعمال . ثم اتبع ذلك عز وجل بقوله : ( سعيد بن جبير فإن خير الزاد التقوى ) . فكان ذلك عندنا - والله أعلم - من النفوس ترك التعرض بحال من الأحوال يخرج أهلها إلى المسألة المحرمة عليهم .