وقد روي عن غير عبد الله بن عباس ، وجابر ، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحرام النبي صلى الله عليه وسلم الذي قدم وأبي سعيد مكة وهو عليه ، اختلاف نحن ذاكروه في هذا الباب إن شاء الله ، فمنهم قد روي عنه في ذلك ما : علي بن أبي طالب ،
1250 - حدثنا ، قال حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال حدثنا وهب بن جرير ، عن شعبة ، عن عمرو بن مرة ، قال : ابن المسيب علي ، وعثمان بعسفان ، وعثمان ينهى عن المتعة ، فقال له علي : ما تريد إلى أمر قد فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تنهى عنه ؟ فقال : دعنا منك . فقال : إني لا أستطيع أن أدعك ثم أهل علي بهما جميعا . اجتمع
[ ص: 67 ] 1251 - وما حدثنا ، قال حدثنا الربيع المرادي الأسد ، قال حدثنا ، عن حاتم بن إسماعيل عبد الرحمن بن حرملة ، عن ، قال : سعيد بن المسيب عثمان ، فقال له علي : ألم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم تمتع ؟ قال : بلى . حج
فاحتمل عندنا - والله أعلم - أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة محرما بعمرة فطاف حينئذ ، ثم اتبعها الحج ، فصار بذلك متمتعا بالعمرة إلى الحج ، فيكون طوافه الذي كان منه قبل عرفة طوافا كان للعمرة ، لا للحجة ، فلا يكون فيه دليل على ما اختلف فيه من الطواف للحجة ، هل يكون قبل الوقوف لها بعرفة ، وبعد الوقوف لها بعرفة ، على ما ذكرنا في ذلك من الاختلاف ؟ ويحتمل أن يكون إحرامه الأول كان بالحج ، فلما قدم مكة طاف بالبيت للحج ، فكان بذلك طائفا لحجه قبل عرفة ، فيكون ذلك حجة لمن يقول : الطواف للحج قبل عرفة ، ثم أمر الناس بعد ذلك بتحويل الحج إلى العمرة ، فصار بذلك إحرامه وإحرامهم عمرة ، ثم أنشأ بعدها الحج ، فصار بذلك متمتعا ، فلم يكن فيما رويناه عن علي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب ما يوقف له على حقيقة هذا المعنى المختلف فيه .
ومنهم ، قد روي عنه في ذلك ما : سعد بن أبي وقاص
1252 - حدثنا يونس ، قال أخبرنا ، أن ابن وهب ، حدثه ، عن مالكا ، عن ابن شهاب محمد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن عبد المطلب ، أنه حدثه ، ، سعد بن أبي وقاص والضحاك بن قيس عام حج وهما يذكران التمتع بالعمرة إلى الحج ، فقال معاوية بن أبي سفيان ، الضحاك : لا يصنع ذلك إلا من جهل أمر الله عز وجل فقال سعد : بئس ما قلت يا ابن أخي فقال الضحاك : فإن قد نهى عن ذلك قال عمر سعد : قد صنعها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصنعناها معه . أنه سمع
[ ص: 68 ] 1253 - وما حدثنا ، قال حدثنا إبراهيم بن مرزوق بشر بن عمير الزهراني قال حدثنا ، فذكر بإسناده مثله . مالك
فالكلام في هذا مثل الكلام في حديث علي سواء .
ومنهم ، روي عنه في ذلك ما : ابن عمر
1254 - حدثنا محمد بن خذيمة ، قال حدثنا ، قال حدثنا حجاج بن منهال ، قال أخبرنا حماد بن سلمة ، عن حميد ، عن بكر بن عبد الله : ابن عمر مكة ملبين بالحج ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من شاء أن يجعلها عمرة إلا من كان معه الهدي . أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه قدموا
1255 - وما حدثنا نصر بن مرزوق ، قال حدثنا ، قال حدثنا علي بن معبد عن إسماعيل بن جعفر ، ، عن حميد ، أنس بكر بن عبد الله المزني قول لابن عمر ، فقال : وهل أنس إنما أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحج وأهللنا به معه ، فلما قدمنا أنس مكة ، قال : من لم يكن معه هدي فليحل .
قال بكر : فرجعت إلى ، فأخبرته بقول أنس ، فلم يزل يذكر ذلك حتى مات . ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لبى بعمرة وحج فذكر
[ ص: 69 ] 1256 - وما قد حدثنا ، قال حدثنا حسين بن نصر ، قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ، قال : وحدثنا زهير بن معاوية ، قال : وحدثني حميد ، عن بكر بن عبد الله ، مثله . أنس
قال بكر : فذكرت ذلك ، فقال : لابن عمر إنما أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحج وأهللنا معه . أنس وهل
1257 - وما قد حدثنا حسين ، قال : سمعت ، قال أخبرنا يزيد بن هارون ، فذكر بإسناده مثله وزاد : فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : من لم يكن معه هدي فليحل وكان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هدي فلم يحل . حميد
فهذا يخبر في حديثه هذا ابن عمر مكة محرمين بالحج ، غير أنه لم يخبر أن طوافهم الذي كان منهم قبل عرفة ، كان قبل فسخهم الحج أو بعد فسخهم الحج ، وتحويلهم إياه إلى العمرة . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه قدموا