769 - حدثنا ، ثنا العباس بن محمد الدوري ، ثنا يونس بن محمد المؤدب ، ثنا صالح المري ، عن عمرو بن دينار عن أبيه قال : سالم بن عبد الله كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال :
" أما إنه سيطلع عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنة قال : فجاء فدخل فنظر إلينا فغبطناه ، ثم قال اليوم الثاني مثل ذلك ، فدخل سعد بن مالك سعد ، ثم قال اليوم الثالث مثل ذلك ، فدخل سعد فلم نشك فيه . قال ما أنا بالذي أنتهي حتى أبايت هذا الرجل فأنظر إليه وما عمله ؟ قال : فأتيته بعد العشاء الآخرة فضربت عليه الباب فخرج إلي فرحب وكناني وقال : ابن أخي ما جاء بك ؟ قال : قلت : حاجة ، قال : فنقضيها أو تدخل ، قلت : بل أدخل قال : فدخلت فثنى لي عباءة فاضطجعت عليها قريبا منه فجعلت أرمقه ليلي جمعا ، كلما تعار سبح وكبر وهلل وحمد الله تبارك وتعالى حتى إذا قام في وجه السحر قام فتوضأ من الماء ، ثم قام عبد الله بن عمر : فاستقللت صلاته وقراءته ودعاءه وظننت أنه منعه مكاني أن يصنع شيئا قد كان يصنعه ، فأبت نفسي إلا معاودته ، فعاودته في مثل الساعة التي أتيت فيها قال : فخرج إلي ورحب بي وقال : يا ابن أخي لعل بينك وبين أحد من أهلك شيء قلت : لا والله يا عم ما بيني وبين أهلي إلا خير ، قال : فهات حاجتك قلت : نعم ، سوف ، قال : فتدخل ؟ قلت : نعم ، فصنع مثل ما صنع في الليلة الماضية ، فأبت نفسي أن تطيب حتى عاودته الثالثة فصنع مثل ذلك من الدعاء ، ومثل ذلك من القرآن ، ومثل تلك الركعات ، قال : فجاء فقال : الصلاة ، فقمت فانطلقت أنا وهو فصلينا صلاة الفجر مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا خف الناس قمت إليه فقلت أي عم ، حاجتي التي بت عندك ؟ قال : نعم وما هي ؟ قلت : إنما بت عندك ليزيدني الله منك ، ومن صلاة ومن دعاء ، وقد استقللت ما كان منك وظننت أنه منعك مكاني أن تصنع شيئا كنت تصنعه ، فقال : وإنما بت عندي من أجل ذلك ؟ ! ولست ضعيفا مقصرا ، هو ما رأيت قلت : إني أذكرك الله تبارك وتعالى وأخلاق الإسلام أمنعك مكاني أن تصنع شيئا كنت تصنعه ؟ فقال : اللهم لا ، فلما قمت ناداني ارجع يا ابن أخي خصلة أخرى فدخل المسجد فصلى ثنتي [ ص: 341 ] عشرة ركعة باثنتي عشرة سورة من المفصل . ليس من طواله ولا من قصاره يدعو في كل ركعتين بعد التشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بثلاث دعوات : اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، اللهم اكفنا ما همنا من أمر آخرتنا ودنيانا ، إنا نسألك من الخير كله ، ونعوذ بك من الشر كله ، قال آخذ مضجعي وليس في قلبي غم على أحد من المسلمين ، هذه بلغت بها . ابن عمر :
[ ص: 342 ]