189  - حدثنا  محمد بن عبدوس بن كامل السراج  ،  وعبيد بن غنام  ، قالا : ثنا  محمد بن عبد الله بن نمير  ، ثنا محمد بن أبي عبيدة بن معن  ، ثنا أبي ، عن  الأعمش  ، عن  أبي إسحاق  ، عن  عمرو بن شرحبيل  ، عن  النعمان بن بشير  رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  " كان ثلاثة نفر يمشون في غب السماء ، إذ مروا بغار فقالوا : لو أويتم إلى هذا الغار ، فأووا إليه ، فبينما هم فيه إذ وقع حجر من الجبل مما يهبط من خشية الله ، عز وجل ، حتى إذا سد الغار ، فقال بعضهم لبعض : إنكم لن تجدوا شيئا خيرا من أن يدعو كل امرئ منكم بخير عمل عمله قط ، فقال أحدهم : اللهم كنت رجلا زراعا وكان لي أجراء ، وكان فيهم رجل يعمل بعمل رجلين ، فأعطيته أجره كما أعطيت الأجراء ، فقال : أعمل عمل رجلين وتعطيني أجر رجل واحد ؟ فانطلق فغضب وترك أجره عندي ، فبذرته على حدة فأضعف ، ثم بذرته فأضعف ، حتى كثر الطعام فكان أكداسا ، فاحتاج الرجل فأتاني يسألني أجره ، فقلت : انطلق إلى تلك الأكداس ، فإنها أجرك ، فقال : تكلمني وتسخر بي ؟ قلت : ما أسخر بك ، فانطلق فأخذها ، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك وابتغاء وجهك فاكشفه عنا ، فقال الحجر : قض ، فأبصروا الضوء ، فقال الآخر : اللهم راودت امرأة عن نفسها وأعطيتها مائة دينار ، فلما أمكنتني من نفسها بكت ، فقلت : ما يبكيك ؟ قالت : فعلت هذا من الحاجة ، فقلت : انطلقي ولك المائة فتركتها ، اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك من خشيتك وابتغاء وجهك فاكشفه عنا ، فقال الحجر : قض ، فانفرجت منه فرجة عظيمة ، فقال  [ ص: 866 ] الآخر : اللهم كان لي أبوان كبيران ، وكان لي غنم ، فكنت آتيهما بلبن كل ليلة ، فأبطأت عنهما ذات ليلة حتى ناما ، فجئت فوجدتهما نائمين ، فكرهت أن أوقظهما وكرهت أن أنطلق فيستيقظان ، فقمت بالإناء على رؤوسهما حتى أصبحت ، اللهم إن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك من خشيتك وابتغاء وجهك فاكشفه ، فقال الحجر : قض ، فانكشفت عنهم فخرجوا يمشون " .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					