1101 - 21 حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ، حدثنا حدثنا بشر بن الوليد الكندي ، كثير بن عبد الله الناجي ، قال : وجاء الحسن بن أبي الحسن ، فسلم ، وجلس ، فجاءه رجلان ، فقالا : جئناك نسألك عن شيء ، فقال : سلاني عما بدا لكما ، فقالا : " عندكم علم من الجن ممن بايع النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال : فتبسم ، وقال : ما كنت أظن أن يسألني عن هذا أحد من الناس ، ولكن اذهبا إلى أبي رجاء ، لأنه أكبر مني سنا ، لعله يخبركم بالذي رأى ، وبالذي سمع ، فانطلق الرجلان ، وانطلقت معهما حتى دخلنا على ابن سيرين ، فإذا هو في جوف الدار ، والدار مملوءة رملا ، وإذا بين يديه ناقة تحلب ، فسلمنا ، وجلسنا ، فقلنا : جئنا نسألك عن شيء ، فقال : سلا عما شئتم ، فقالا : أعندك علم من الجن ممن بايع النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فتبسم مثل ما تبسم أبي رجاء ، فقال : ما كنت أظن أحدا من الناس يسألني عن هذا ، ولكن أخبركم بالذي رأيت ، وبالذي سمعت ، كنا في سفر حتى نزلنا على الماء ، فضربنا أخبيتنا ، وذهبت أقيل ، فإذا أنا بحية دخلت الخباء وهي تضطرب ، فمددت إداوتي ، فنضحت عليها من الماء ، كلما نضحت عليها من الماء سكنت ، وكلما حبست عنها اضطربت ، حتى أذن المؤذن بالرحيل ، فقلت لأصحابي : أنتظر حتى أعلم علم هذه الحية إلى [ ص: 1660 ] ما يصير ، فلما صلينا العصر ماتت الحية ، فعمدت إلى عيبتي ، فأخرجت منها خرقة بيضاء ، فلففتها ، وكفنتها ، وحفرت لها ، ودفنتها ، ثم سرنا يومنا ذلك وليلتنا ، حتى إذا أصبحت ونزلنا على الماء ، وضربنا أخبيتنا ، فذهبت أقيل ، فإذا أنا بأصوات : سلام عليكم مرتين لا واحد ولا عشرة ولا مائة ولا ألف أكثر من ذلك ، قلت : ما أنتم ؟ قالوا : نحن الجن بارك الله عليك قد صنعت إلينا ما لا نستطيع أن نجازيك ، فقلت : ماذا صنعت إليكم ؟ قالوا : إن الحية التي ماتت عندك كانت آخر من بقي ممن بايع النبي صلى الله عليه وسلم من الجن الحسن ، " . [ ص: 1661 ] كنت عند