297 - 36 قال وهب رحمه الله تعالى : " صف خلف صف ، أرجلهم قد نفذت تخوم الأرض السفلى ، فالله أعلم أين أقدامهم ، ورؤوسهم قد جاوزت ما شاء الله تعالى أن تجاوز ، ومن دون هؤلاء الصفوف من الملائكة سبع صفوف : صف خلف صف ، وكل صف من السبعة من سبعين صفا من الذين خلفهم ، وليس بين رؤوسهم ومناكبهم تفاوت ، مستوية لا يفضل أحدهم صاحبه في خلق ولا جسم ، ولا نور ، وما بين كل صف من صفهم مسيرة خمسين ألف سنة ، وكل صف من السبعة قد أطاف بالذي يليه منهم ، فكأنهم طبق واحد ، من دونهم نهر من نور يتلألأ ، لا يرى طرفا ذلك النهر ولا منتهاه ، كاد يلتمع الأبصار من شدة بياضه ، ومن وراء ذلك النهر نهر من ظلمة ، لم يخلق الله عز وجل ظلمة أشد منها ولا أكثر ، ومن ورائها نهر من نار تتلظى ، يأكل بعضها بعضا ، ومن ورائها جبال الثلج ، تكاد تلتمع الأبصار من شدة بياضه ، ومن وراء تلك الجبال بحر ، في ذلك البحر ملائكة ، لا يدرى بعد قعره ، قد جاوز الأرض السابعة السفلى ، لا يبلغ ماؤه حقو أحدهم ، ولا يدري أحد من الخلق أين مستقر أقدامهم ، ورؤوسهم عند العرش يقولون : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله الجليل العظيم الكبير ، تحته حجاب من الغمام ، وحجاب من ماء ، وحجاب من ظلمة ، وحجاب من نور ، ومن وراء هذا البحر بحر آخر ، قد علا بنوره كل شيء منه ، وفيه [ ص: 711 ] ملائكة قيام ينادون بالتهليل : لا إله إلا الله ، ثلاث مرات ، هو كلامهم منذ خلقوا ، وهم صف واحد ، كأنهم بنيان مرصوص ، قد أحاطوا بالعرش ، فهذا دأبهم أبد الأبد " . إن عظماء الملائكة سبعون ألف صف ،