37 - 37 حدثنا أحمد بن أبان ، عن حدثنا [ ص: 261 ] أحمد بن أبي الحواري ، عبد الله بن محمد الأنطاكي ، حدثنا ديلم ، عن رحمه الله ، قال : الحسن فإن الفكر أبو كل بر وأمه ، مفتح خلال الخير كله ، وبه يحضر تسديد الله عز وجل كل موفق ، واعلم أن خير ما ظفر به مدرك من تفكر مخالصة الله ، والشرب بكأس حبه ، وإن أحباء الله هم الذين ورثوا طيب الحياة ، وذاقوا نعيمها مما وصلوا إليه من مناجاة حبيبهم ، وربما وجدوا من حلاوة حبه في قلوبهم ، ولا سيما إذا خطر على بال منهم ذكر مشافهته ، وكشف ستور الحجب عنه في المقام الأمين والسرور ، وأراهم جلاله ، وأسمعهم لذة منطقه ، ورد عليهم جواب ما ناجوه به أيام حياتهم ؛ إذ قلوبهم مشغوفة ؛ وإذ مودتهم إليه معطوفة ؛ وإذ - هم له مؤثرون ، وإليه منقطعون ، فليبشر المصغون لله ودهم بالمنظر العجيب بالحبيب ، فوالله ما أرى يحل لعاقل ، ولا يجمل به أن يستوعب سوى حب الله عز وجل " . [ ص: 262 ] " أوصيكم بتقوى الله ، وإدمان الفكر ،