177  - حدثنا محمد بن العباس بن أيوب ،  نا إسحاق بن الضيف ،  نا إبراهيم بن الحكم بن أبان ،  حدثني أبي ، عن  عكرمة ،  عن  أبي هريرة ،  أن أعرابيا ، جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستعينه في شيء ، فأعطاه شيئا ، ثم قال : أحسنت إليك ؟ فقال الأعرابي : لا ، ولا أجملت قال : فغضب المسلمون ، وقاموا إليه ، فأشار إليهم أن كفوا . قال  عكرمة :  قال  أبو هريرة :  ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم فدخل منزله ، ثم أرسل إلى الأعرابي ، فدعاه إلى البيت ، فقال : إنك جئتنا فسألتنا ، فأعطيناك ، فقلت : ما قلته ، فزاده رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا ، ثم قال : أحسنت إليك ؟ قال الأعرابي : نعم ، فجزاك الله من أهل وعشيرة خيرا ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : إنك كنت جئتنا فسألتنا ، فأعطيناك ، وقلت ما قلت ، وفى أنفس أصحابي شيء من ذلك ، فإن أحببت فقل بين أيديهم ما قلت بين يدي ، حتى يذهب من صدورهم ما فيها عليك . قال : نعم . قال  عكرمة :  قال  أبو هريرة :  فلما كان الغد أو العشي ، جاء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن صاحبكم هذا كان جاء فسألنا ، فأعطيناه ، وقال ما قال ، وإنا دعوناه إلى البيت فأعطيناه فزعم أنه قد رضي ، أكذلك ؟ قال الأعرابي : نعم ، فجزاك الله من أهل وعشيرة خيرا . قال  أبو هريرة :  فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ألا إن مثلي ومثل هذا الأعرابي كمثل رجل كانت له ناقة فشردت عليه ، فاتبعها الناس ، فلم يزيدوها إلا نفورا ، فناداهم صاحب الناقة : خلوا بيني وبين ناقتي ، فأنا أرفق بها وأعلم ، فتوجه لها صاحب الناقة بين يديها وأخذ لها من قمام الأرض ، فردها هونا هونا حتى جاءت واستناخت وشد عليها رحلها واستوى عليها ، وإني لو تركتكم حيث قال الرجل ما قال ، فقتلتموه ، دخل النار .   [ ص: 473 ] 
 [ ص: 474 ]  [ ص: 475 ] 
				
						
						
