179  - حدثنا الوليد بن أبان ،  نا علي بن الحسن بن سلم ،  حدثنا  أبو الأزهر ،  نا  وهب بن جرير ،  نا أبي ، سمعت  ابن إسحاق ،  عن  هشام بن عروة ،  عن أبيه ، قال : أقبل أعرابي على ناقة له حتى أناخ بباب المسجد ، فدخل على نبي الله ، وحمزة بن عبد المطلب  جالس في نفر من المهاجرين والأنصار ، فيهم النعيمان ،  فقالوا للنعيمان :  ويحك إن ناقته ناوية ، يعني سمينة ، فلو نحرتها فإنا قد قرمنا إلى اللحم ، ولو قد فعلت غرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأكلنا لحما ، فقال إنى إن فعلت ذلك وأخبرتموه بما صنعت ، وجد علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالوا : لا نفعل ، فقام فضرب في لبتها ، ثم انطلق ، فمر بالمقداد بن عمرو  وقد حفر حفرة ، وقد استخرج منها طينا ، فقال : يا مقداد  غيبني في هذه الحفرة ، وأطبق علي شيئا ، ولا تدل علي أحدا ، فإني قد أحدثت حدثا ، ففعل ، فلما خرج الأعرابي رأى ناقته فصرخ ، فخرج نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : من فعل هذا ؟ قالوا : نعيمان ،  قال : وأين توجه ؟ فتبعه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومعه حمزة  وأصحابه ، حتى أتى على المقداد  فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمقداد :  هل رأيت لي نعيمان ؟  فصمت ، فقال : لتخبرني أين هو ؟ فقال : مالي به علم ؟ وأشار بيده إلى مكانه ، فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أي عدو نفسه ما حملك على ما صنعت ؟ قال : والذي بعثك بالحق لأمرني به حمزة  وأصحابه ، وقالوا : كيت وكيت ، فأرضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الأعرابي من ناقته ، وقال : شأنكم بها ، فأكلوها ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر صنيعه ضحك حتى تبدو نواجذه .   [ ص: 481 ] 
 [ ص: 482 ]  [ ص: 483 ] 
				
						
						
