أخبرنا الشيخ الإمام أبو الحسن علي بن عبيد الله بن نصر بن الزاغوني رضي الله عنه ، قال : أخبرنا الشيخ أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن البسري ، قال : أخبرنا أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان بن بطة إجازة قال : باب زيادة الإيمان ونقصانه وما دل على الفاضل فيه والمفضول . [ ص: 832 ]
اعلموا رحمكم الله أن الله عز وجل تفضل بالإيمان على من سبقت له الرحمة في كتابه ، ومن أحب أن يسعده ، ثم جعل المؤمنين في الإيمان متفاضلين ورفع بعضهم فوق بعض درجات ثم جعله فيهم يزيد ويقوى بالمعرفة والطاعة وينقص ويضعف بالغفلة والمعصية . وبهذا نزل الكتاب وبه مضت السنة وعليه أجمع العقلاء من أئمة الأمة ولا ينكر ذلك ولا يخالفه إلا مرجئ خبيث قد مرض قلبه وزاغ بصره وتلاعبت به إخوانه من الشياطين فهو من الذين قال الله عز وجل فيهم :
وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون .
وأما ذكر الحجة في ذلك مما دل عليه القرآن وجاءت به السنة من الرسول صلى الله عليه وسلم وقاله علماء المسلمين وما إذا سمعه المؤمن العاقل الذي قد أحب الله خيره انشرح صدره لقبوله والله ولي التوفيق . وأما ما دل عليه القرآن من قال الله عز وجل : زيادة الإيمان ،
[ ص: 833 ] الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل .
وقال عز وجل : إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون .
وقال : والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم .
وقال : إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى .
وقال : وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا .
وقال عز وجل : أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي
يريد : لأزداد إيمانا إلى إيماني بذلك جاء التفسير .