باب الاستثناء في الإيمان
قال الشيخ : اعلموا ، رحمنا الله وإياكم ، أن ودوام الإشفاق على إيمانهم وشدة الحذر على أديانهم ، فقلوبهم وجلة من خوف السلب ، قد أحاط بهم الوجل لا يدرون ما الله صانع بهم في بقية أعمارهم ، حذرين من التزكية متبعين لما أمرهم به مولاهم الكريم حين يقول : من شأن المؤمنين وصفاتهم وجود الإيمان فيهم ،
فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى .
[ ص: 863 ] خائفين من حلول مكر الله بهم في سوء الخاتمة لا يدرون على ما يصبحون ويمسون قد أورثهم ما حذرهم تبارك وتعالى الوجل في كل قدم حين يقول :
وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت .
فهم بالحال التي وصفهم بها عز وجل حيث يقول :
والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون .
فهم يعملون الصالحات ويخافون سلبها والرجوع عنها ويجانبون الفواحش والمنكرات وهم وجلون من مواقعتها وبذلك جاءت السنة عن المصطفى صلى الله عليه وسلم .
[ ص: 864 ]