باب ما يروى عن جماعة من فقهاء المسلمين ومذهبهم في القدر وقول الأوزاعي
بسم الله الرحمن الرحيم ، عونك يا رب . [ ص: 178 ] [ ص: 179 ]
الباب الأول : باب ما روي في الإيمان بالقدر والتصديق به عن جماعة من التابعين
اعلموا رحمكم الله أن القدرية أنكروا قضاء الله وقدره ، وجحدوا علمه ومشيئته ، وليس لهم فيما ابتدعوه ولا في عظيم ما اقترفوه كتاب يؤمونه ، ولا نبي يتبعونه ، ولا عالم يقتدون به ، وإنما يأتون فيما يفترون بأقوال عن أهوائهم مخترعة وفي أنفسهم مبتدعة ، فحجتهم داحضة وعليهم غضب ولهم عذاب شديد ، يشبهون الله بخلقه ، ويضربون لله الأمثال ، ويقيسون أحكامه بأحكامهم ، ومشيئته بمشيئتهم ، وربما قيل لبعضهم : من إمامك فيما تنتحله من هذا المذهب الرجس النجس ، فيدعي أن إمامه في ذلك الحسن بن أبي الحسن البصري رحمه الله ، فيضيف إلى قبيح كفره وزندقته أن يرمي إماما من أئمة المسلمين وسيدا من ساداتهم وعالما من علمائهم بالكفر ، ويفتري عليه البهتان ويرميه بالإثم والعدوان ليحسن بذلك بدعته عند من قد خصمه وأخزاه ، وأنا أذكر من كلام رحمه الله في القدر ، ورده على الحسن القدرية ما يسخن الله به عيونهم ، ويظهر للسامعين قبيح كذبهم إن شاء الله تعالى وبه التوفيق .