223 - وأخبرني أبو القاسم عمر بن أحمد الجابري ، قال : حدثنا أبو بكر أحمد بن هارون ، قال : وحدثني عبيد الله بن حنبل ، قال : حدثني أبو حنبل بن إسحاق ، قال : سمعت يقول : " قال الله عز وجل في كتابه : أبا عبد الله ، وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ، فجبريل سمعه من الله ، وسمعه النبي من جبريل ، وسمعه أصحاب النبي من النبي والقرآن كلام الله غير مخلوق ، منه بدأ وإليه يعود ، فقد كنا نهاب الكلام في هذا ، حتى أحدث هؤلاء ما أحدثوا ، وقالوا ما قالوا ، ودعوا الناس إلى [ ص: 33 ] ما دعوهم إليه ، فبان لنا أمرهم ، وهو الكفر بالله العظيم " . فالقرآن كلام الله غير مخلوق ، ولا نشك ولا نرتاب فيه ، وأسماء الله في القرآن وصفاته ، والقرآن من علم الله ، وصفاته منه ، فمن زعم أن القرآن مخلوق ، فهو كافر ،
ثم قال " لم يزل الله عالما متكلما يعبد بصفاته غير محدودة ولا معلومة ، إلا بما وصف به نفسه سميعا ، عليما ، غفورا ، رحيما ، عالم الغيب والشهادة ، علام الغيوب ، فهذه صفات الله وصف بها نفسه ، لا تدفع ولا ترد ، وهو على العرش بلا حد ، كما استوى على العرش كيف شاء ، المشيئة إليه [ ص: 34 ] والاستطاعة إليه : أبو عبد الله : ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، لا تبلغه صفة الواصفين ، وهو كما وصف نفسه ، نؤمن بالقرآن محكمه ومتشابهه ، كل من عند ربنا .
قال الله عز وجل : وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم ، فاترك الجدل والمراء في القرآن ، ولا تجادل ولا تمار ، وتؤمن به كله وترده إلى عالمه ، إلى الله ، فهو أعلم به ، منه بدأ وإليه يعود " .
قال وقال لي أبو عبد الله : " كان الله ولا قرآن ؟ فقلت له مجيبا : كان الله ولا علم ؟ فالعلم من الله وله ، وعلم الله منه والعلم غير مخلوق ، فمن قال : إنه مخلوق ، فقد كفر بالله ، وزعم أن الله مخلوق ، فهذا الكفر البين الصراح " . [ ص: 35 ] عبد الرحمن :