345 - حدثني أبو صالح محمد بن أحمد بن ثابت ، قال : ثنا الحسن بن عليك العمري ، قال : حدثني مسعود بن بشر ، قال : حدثني أبو اليقظان ، قال : خرج رجل من أسلاف المسلمين وموقع القدر المجلوب وما قد احتجبه الله عز وجل من علم الغيوب التي لم ينزل الكتاب بها ولم تتسع العقول لها . يطلب علم السماء ومبتدأ الأشياء ومجاري القضاء
وما طلبه حتى انتهى إلى بحر العلوم ومعدن الفقه وينبوع الحكمة رحمه الله فلما انتهى بالأمر الذي ارتحله إليه وأقدمه عليه قال له : اقرأ آية الكرسي ، فلما بلغ : عبد الله بن العباس
[ ص: 422 ] ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء .
قال : أمسك يا ابن أخي فقد بلغت ما تريد ، فقد أنبأك الله أنه لا يحاط بشيء من علمه ، قال له الرجل : يرحمك الله إن الله قد استثنى ، فقال :
إلا بما شاء .
فقال عبد الله : صدقت ولكن أخبرني عن الأمر الذي استثناه من علمه وشاء أن يظهره لخلقه أين يوجد ومن أين يعلم ، قال : لا يوجد إلا في وحي ولا يعلم إلا من نبي ، قال : فأخبرني عن الذي لا يوجد في حديث مأثور ولا كتاب مسطور أليس هو الذي نبأ الله لا يدركه عقل ولا يحيط به علم ، قال : بلى فإن الذي تسأل عنه ليس محفوظا في الكتب ولا محفوظا عن الرسل ، فقام الرجل وهو يقول : لقد جمع الله لي علم الدنيا والآخرة فانصرف شاكرا .