باب ذكر ما افترضه الله تعالى نصا في التنزيل من طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم
أما بعد : فإن الله عز وجل بعث
محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين ومهيمنا على النبيين ونذيرا بين يدي عذاب شديد ، بكتاب أحكمت آياته وفصلت بيناته لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، بين فيه مناهج حقوق افترضها ومعالم حدود أوجبها إيضاحا لوظائف دينه وإكمالا لشرائع توحيده ؛ كل ذلك في آيات أجملها وبألفاظ اختصرها أدرج فيها معانيها ثم أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بتبيين ما أجمل وتفصيل ما أدرج فقال جل ثناؤه :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=44وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون nindex.php?page=treesubj&link=28750وفرض على الخلق أجمعين طاعة رسوله وقرن ذلك بطاعته ومتصلا بعبادته ونهى عن مخالفته بالتهديد وتواعد عليه بأغلظ الوعيد في آيات كثيرة من كتابه ، فقال تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=131واتقوا النار التي أعدت للكافرين nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=132وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون .
[ ص: 216 ] وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=32قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين .
وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=65فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما .
وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=69ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .
وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=80من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا .
وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=59يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا .
57 - حدثنا
أبو الفضل جعفر بن محمد القافلائي ، قال :
[ ص: 217 ] حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14624محمد بن إسحاق الصاغاني ، قال : ثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14181حفص بن عمر العدني ، قال : حدثنا
الحكم بن أبان ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة ، في
nindex.php?page=treesubj&link=28975_28750_30491_28328_7701قوله عز وجل :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=59أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم
قال :
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر ،
وعمر .
بَابُ ذِكْرِ مَا افْتَرَضَهُ اللَّهُ تَعَالَى نَصًّا فِي التَّنْزِيلِ مِنْ طَاعَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَمَّا بَعْدُ : فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بَعَثَ
مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ وَمُهَيْمِنًا عَلَى النَّبِيِّينَ وَنَذِيرًا بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ، بِكِتَابٍ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ وَفُصِّلَتْ بَيِّنَاتُهُ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ، بَيَّنَ فِيهِ مَنَاهِجَ حُقُوقٍ افْتَرَضَهَا وَمَعَالِمَ حُدُودٍ أَوْجَبَهَا إِيضَاحًا لِوَظَائِفِ دِينِهِ وَإِكْمَالًا لِشَرَائِعِ تَوْحِيدِهِ ؛ كُلُّ ذَلِكَ فِي آيَاتٍ أَجْمَلَهَا وَبِأَلْفَاظٍ اخْتَصَرَهَا أَدْرَجَ فِيهَا مَعَانِيَهَا ثُمَّ أَمَرَ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَبْيِينِ مَا أَجْمَلَ وَتَفْصِيلِ مَا أَدْرَجَ فَقَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=44وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28750وَفَرَضَ عَلَى الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ طَاعَةَ رَسُولِهِ وَقَرَنَ ذَلِكَ بِطَاعَتِهِ وَمُتَصِّلًا بِعِبَادَتِهِ وَنَهَى عَنْ مُخَالَفَتِهِ بِالتَّهْدِيدِ وَتَوَاعَدَ عَلَيْهِ بَأَغْلَظِ الْوَعِيدِ فِي آيَاتٍ كَثِيرَةٍ مِنْ كِتَابِهِ ، فَقَالَ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=131وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=132وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ .
[ ص: 216 ] وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=32قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنْ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ .
وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=65فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا .
وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=69وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهَ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا .
وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=80مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا .
وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=59يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهَ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا .
57 - حَدَّثَنَا
أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَافْلَائِيُّ ، قَالَ :
[ ص: 217 ] حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=14624مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّاغَانِيُّ ، قَالَ : ثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=14181حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْعَدَنِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةَ ، فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28975_28750_30491_28328_7701قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=59أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ
قَالَ :
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ ،
وَعُمَرُ .