وخرج  الإمام  إلى بستان فلما رجع مع أصحابه إذ هو  بابن أبي ليلى  راكبا على بغلته ، فتسايرا فمرا على نسوة يغنين فسكتن ، فقال  الإمام  أحسنتن ، فنظر   ابن أبي ليلى  في قمطرة فوجد قضية فيها شهاداته ، فدعاه ليشهد في تلك القضية فلما شهد أسقط شهادته وقال : قلت : للمغنيات أحسنتن ، فقال : متى قلت ذلك ; حين سكتن أم حين كن يغنين ؟ قال حين سكتن قال : أردت بذلك أحسنتن بالسكوت ، فأمضى شهادته .  
وكان  أبو حنيفة  رحمه الله تعالى في وليمة في  الكوفة   وفيها العلماء والأشراف ، وقد   [ ص: 308 ] زوج صاحبها ابنيه من أختين ، فغلطت النساء فزفت كل بنت إلى غير زوجها ودخل بها      .  
فأفتى  سفيان  بقضاء  علي  رضي الله عنه : على كل منهما المهر وترجع كل إلى زوجها .  
فسئل  الإمام  فقال : علي بالغلامين فأتى بهما فقال : أيحب كل منكما ؟ 15 - أن يكون المصاب عنده ؟ قالا نعم .  
قال لكل منهما : طلق التي عند أخيك ففعل ، ثم أمر بتجديد النكاح فقام  سفيان  فقبله بين عينيه  
     	
		 [ ص: 308 ] 
				
						
						
