816 - أنبأ ثنا أحمد بن محمد بن زياد ، محمد بن عبد الملك بن مروان الواسطي ، (ح) وأنبأ عمرو بن عبد الله ، قالا : ثنا ومحمد بن يعقوب ، محمد بن عبد الوهاب بن حبيب الفراء ، قال : ثنا أنبأ جعفر بن عون ، ثنا هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، قال : [ ص: 798 ] أبي سعيد الخدري ، إذا حدث بهذا الحديث يقول : فإن لم تصدقوا فاقرؤوا : ( أبو سعيد إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ) . [ ص: 800 ] الآية ، " فيقولون : أي ربنا ، لم نذر فيها خيرا ، فيقول : هل بقي إلا أرحم الراحمين ، فيقول : قد شفعت الملائكة ، وشفع النبيون ، وشفع المؤمنون ، فهل بقي إلا أرحم الراحمين ؟ ، قال : فيأخذ قبضة من النار ، قال : فيخرج قوما قد عادوا حممة لم يعملوا له عمل خير قط ، فيطرحون في نهر الجنة يقال له نهر الحياة فينبتون فيه والذي نفسي بيده كما تنبت الحبة في حميل السيل ، ألم تروها وما يليها من الظل أصيفر وما يليها من الشمس أخيضر " ، قال : قلنا : يا رسول الله كأنك كنت في الماشية ، قال : " فينبتون كذلك ، فيخرجون أمثال اللؤلؤ فتجعل في رقابهم الخواتيم ، ثم يرسلون في الجنة : هؤلاء الجهنميون ، هؤلاء الذين أخرجهم الله من النار بغير عمل عملوه ولا خير قدموه ، فيقول الله لهم : خذوا ، فلكم ما أخذتم ، فيأخذون حتى ينتهوا ، قال : ثم يقولون : لن يعطينا الله ما أخذنا ، فيقول الله : فإني أعطيكم أفضل مما أخذتم ، فيقولون : يا ربنا ، وما أفضل مما أخذنا ؟ ، فيقول : رضواني فلا أسخط قلنا : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ ، قال : " هل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة صحوا ليس معها سحاب ؟ " . قال : قلنا : لا يا رسول الله ، قال : " فهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر صحوا ليس فيه سحاب ؟ " ، قالوا : لا يا رسول الله ، قال : " ما تضارون في رؤيته يوم القيامة إلا كما تضارون في رؤية أحدهما . إذا كان يوم القيامة نادى مناد : ألا يلحق كل أمة بما كانت تعبد ، فلا يبقى أحد كان يعبد صنما ، ولا وثنا ، ولا صورة إلا ذهبوا حتى يتساقطوا في النار ، ويبقى من كان يعبد الله وحده من بر وفاجر وغبرات أهل الكتاب . قال : ثم تعرض جهنم كأنها سراب يحطم بعضها بعضا ، قال : ثم تدعى اليهود ، فيقال : ما كنتم تعبدون ؟ ، فيقولون : عزيرا ابن الله ، فيقول : كذبتم ، ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد ، فماذا تريدون ؟ ، فيقولون : أي ربنا ظمينا ، فيقول : أفلا تردون ؟ ، فيذهبون حتى يتساقطوا في النار ، ثم تدعى النصارى فيقول : ما كنتم تعبدون ؟ ، فيقولون : المسيح ابن الله ، فيقول : كذبتم ، ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد ، فماذا تريدون ؟ ، فيقولون : أي رب ، ظمينا فاسقنا ، فيقول : ألا تردون ؟ ، فيذهبوا حتى يتساقطوا في النار ، ويبقى من كان يعبد الله من بر وفاجر ، قال : ثم يتبدى الله عز وجل لنا في صورة غير صورته التي رأيناه فيها أول مرة فيقول : يا أيها الناس لحقت كل أمة بما كانت تعبد وبقيتم ، فلا يكلمه يومئذ إلا نبيا ، فيقول : فارقنا الناس في الدنيا ونحن كنا إلى صحبتهم أحوج ، لحقت كل أمة بما كانت تعبد ونحن ننتظر ربنا الذي كنا نعبد ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : نعوذ بالله منك ، فيقول : هل بينكم وبين الله عز وجل من آية تعرفونها ؟ ، فيقولون : نعم ، فيكشف عن ساق فيخرون سجدا أجمعين ، ولا يبقى أحد كان يسجد في الدنيا سمعة ، ولا رياء ، ولا نفاقا إلا عاد ظهره طبقا واحدا ، كلما أراد أن يسجد خر على قفاه ، ثم يرفع برنا ومسيئنا ، وقد عاد لنا في صورته التي رأيناه فيها أول مرة فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : نعم أنت ربنا ، ثلاث مرات ، ثم يضرب الجسر على [ ص: 799 ] جهنم " ، قلنا : وما الجسر يا رسول الله ؟ بأبينا أنت وأمنا ، قال : " دحض مزلة له كلاليب وخطاطيف وحسكة تكون بنجد عقيفاء يقال له السعدان ، فيمر المؤمنون كلمح البرق وكالطرف ، وكأجاود الخيل والراكب ، فمرسل ، ومخدوش ، ومكدوس في نار جهنم ، والذي نفسي بيده ، ما أحدكم بأشد مناشدة في الحق يراه مضيئا له من المؤمنين في إخوانهم إذا هم رأوا أنهم قد خلصوا من النار ، يقولون : أي ربنا إخواننا إخواننا كانوا يصلون معنا ويصومون معنا ويحجون معنا ويجاهدون معنا ، قد أخذتهم النار ، فيقول : اذهبوا فمن عرفتم صورته فأخرجوه ، وتحرم صورتهم على النار ، فيجدون الرجل قد أخذته النار إلى قدميه وإلى أنصاف ساقيه وإلى ركبته وإلى حقوه فيخرجون منها بشرا كثيرا ، ثم يعودون فيتكلمون ، فيقول : اذهبوا فمن وجدتم في قلبه مثقال قيراط خير فأخرجوه ، فيخرجون منها بشرا كثيرا ، ثم يعودون فيتكلمون ، فيقول : اذهبوا فمن وجدتم في قلبه نصف قيراط خير فأخرجوه ، فيخرجون منها بشرا كثيرا ثم يعودون فيتكلمون ، فلا يزال يقول ذلك حتى يقول : اذهبوا فأخرجوا من وجدتم في قلبه مثقال ذرة فأخرجوه " فكان " .
أنبأ ثنا أبو علي ، ثنا الحسن بن عامر ، ثنا أبو بكر ، جعفر نحوه . ا هـ .